- مصطفى ناجي
كانت عدن مطمعًا للقوى التوسعية الدولية منذ القرن السادس عشر. وكلما تعززت تكنولوجيا النقل زادت اهمية الميناء. فكان يتناوبها الاهمال والعناية. عدن قبل استيلاء الكابتن هانس كانت قرية صغيرة متنوعة السكان نصفهم عرب،كريتر
أول احصاء سكاني لمدينة عدن كان بعد عقد ونصف من السيطرة الانجليزية اي عام 1856. كانت النظرة الأوروبية أيام المستعمرات لمن وقع عليهم الاستعمار او الاحتلال إما دينية (مسلمون، يهود، مسيحيون، هندوس…) أو إثنية (عرب، فرس، هنود،صومال، حبوش).
يصعب على المستعمر النظر الى التجمعات السكانية خارج هاتين النقطتين.
في لحظة وصول الانجليز كان تقدير عدد السكان ب 1289 نصفهم عرب. حينها لم تكن هناك وحدات سياسية وكامل جنوب الجزيرة العربية يطلق عليه جنوب عربي متوزعة انتماءاته في ظل هوية يمنية شاملة تاريخية. فيما أصبح في العام 1842 عدد السكان في عدن 16450 منهم 3500 عسكري وتناقص عدد العرب من اجمالي السكان ليزداد عدد الهنود والفرس والصومال.
وفي احصاء عام 1856 ذاك بلغ عدد السكان 14767 مدني + 5961 عسكري. نسبة البهاراتا (الهنود) 52% والعرب أقل من 35 % والصومال 15% من الاجمالي. كانت عدن حينها تابعة لحكومة الهند.
ساهمت جملة عوامل في رفع المكانة الاستراتيجية لميناء عدن ومن ثم في الزيادة السكانية؛ حفر قناة السويس، انهيار موانيء البن المحلية؛ المخا وأحور، اشتداد الصراع بين الفرنسيين والبريطانيين على المنطقة ولاحقا في القرن العشرين استكشاف النفط في ايران والخليج العربي والعراق وخروج بريطانيا من بعض البلدان العربية ما عجّل بجعل عدن مستعمرة بريطانية بعد ان كانت تابعة لحكومة الهند، والتوسع في الحضور العسكري البريطاني في عدن.
ازداد سكان عدن اذ وصلوا عام 1946 الى 80516 نسمة وبلغوا عام 1955 نحو 138441.
لكن الجديد في هذا الوضع السكاني هو اولاً ظهور تمييز العرب إلى يمنيين أي قادمين من وحدة سياسية هي مملكة اليمن وعرب من مناطق المحميات الجنوبية، ثانياً اختفاء المكون اليهودي بعد سفر اليهود إلى إسرائيل بمساعدة بريطانية. ثالثاً ارتفاع نسبة المكون العربي ككل ليصل إلى 79% وتراجع الصومال الى 6%.
مع مطلع القرن العشرين بدأت تتشكل الهويات السياسية وكانت اليمن الملكية عنواناً سياسياً لم تجد بريطانيا نظيراً له في الجنوب بسبب العجز في تكوين كيان سياسي واحد سوى العدنية أو الجنوب العربي فتداخلت التصنيفات (الدينية والاثنية والسياسية) في توصيف سكان المحميات والمستعمرة.
.
- من صحفة الكاتب





