- عبدالرحمن بجاش
قبل قليل كنت وصديق أعز نخوض في أمور كثيرة، منها مرورنا على ذكر الرجل الذي لم يخلف مالا، بل زرع فيمن بعده قيم لا تجد أمامها إلا أن تنحني لها تقديرًا..
لم يقل هائل سعيد أنعم يوما:
معي مال، عندي ثروة.. بل قالها يوما لـ عبدالعزيز العريقي: أرحم الراحمين يقول: شل ياهائل، وانا أقول:
شلوا من حق أرحم الراحمين.
هذه هي المعادلة الحقيقية التي تحكم أبنائه وأحفاده..
أن يرزقك أرحم الراحمين العقل قبل المال، ثم ينتج عن العقل إدارة فذة لها بعد انساني مبين، هنا بالفعل أنت ذو حظ عظيم..
ثم تنطلق في رحاب الأرض تسعى، إذ لم تأتي الثروة وهو قاعد، بل تعب، بل كان رجلا أمينا، بل كان انسانا بحق.
مناسبة هذه الأحرف ذلك المشهد في نقطة الحوبان ذكرته للصديق الأعز الذي كنا نتحدث:
وقت الظهر، كنت أنا قادم إليها تعز الروح من صنعاء أمنا الرؤوم..
عشرات الأطفال خارجين من مدرستهم، والشمس قاسية..
أمامي مرسيدس أبيض، توقف فجأة..
فتح أحدهم الباب حيث هو، نزل، لمعت مشدته التي ترونها، دار إلى الجهة الأخرى فتح الأبواب، وأشار للطلبة القريبين: اركبوا، وركبوا ..
كان هو هائل سعيد .. لاغيره.
ستقولوا بالغت يابجاش إذا قلت أنني توقفت جانبا ومسكت على رأسي أحدث نفسي:
حتى أنت لن تفعلها، ولا أي أحد.
هائل وسعيد وأنعم هو من فعلها، وأنا رأيت رأي العين..
رحمك الله عقلا وحكمة وانسان يساوي النعم التي لم يبخل بها رب العباد.
7 يناير2023