- محمود ياسين
تنظيم متميز لواحدة من أهم فعاليات العالم، بل أنها الأهم وقد أخذت شكل الإفصاح عن خيارات السياسة من خلال الرياضة..
طموح مشروع ومحاولة إنسانية بالغة الجمال لإيجاد مكان تحت الشمس لدولة صغيرة لكنها هنا أفصحت عن كونها أكبر من التعريف المتداول للبدوي بائع النفط ومستورد السيارات.
نحب قطر هنا وهي تعلن تمسكها بالقيم العربية الإسلامية وتخوض معركة ليست مع جيرانها العرب من خلال قناة الجزيرة ولكنها تخوض معركة مع النمط الذي يستميت الغرب في تثبيتنا على إحداثياته..
أوروبا وهي تفصح عن ذلك الحس المهيمن والمستكثر على عربي تنظيم دورة كهذه، وراح يحاول إفساد الفعالية بشكل بلطجي وقد دفع بسفهائه وشذاذه لتحويل الحق الانساني في المنافسة والظهور اللائق إلى صراع حول حقوق كأنها تخلقت في مختبر جيني ينشد إفساد توازن العالم ويفسد الوجود البشري برمته إذ يحقنه بفيروس تتم رعايته عالميا، ناهيك عن الزيف وبريطانيا تقود الهجوم الإعلامي ضد قطر وهي التي كانت وفي آخر دورة مونديال استضافته لا تزال قوانينها تحرم المثلية، حق قطر الحفاظ على قيمها وعلى بداوتها حتى، تلك البداوة وهي تتخطى صراع الحار وتتخطى الاقتصار على الاستهلاك مقابل النفط، لتحضر في مونديا الفين واثنين وعشرين بشماغ البدوي الجميل والطموح والذي ينشد السلام في آن.
لم تجدها أوروبا مبالغة وهي تقام في شرق آسيا كاليابان مثلا، لكنها أحتشدت بمزاج أرشيدوق مدجج بنرجسية القرون الوسطى وشذوذ الازمنة الحدينة وراحت تستكثر على القطريين تنظيم دورة كهذه، التنظيم الذي بدى تفوقه واضحا على كل دورة سابقة منذ بدئ اللعبة، وعلى من أستكثروها ؟ على قطر وهي حليفتهم الأهم ومركزهم المتقدم في الشرق الأوسط والمستثمر الأهم الحاضر بصندوقها السيادي في عواصم أوروبا، وكم أحببت الندية التي أظهرتها قطر في خطابها مع الأوروبيين، ولو إعلاميا ونبرة ديبلوماسية تفصح عن تخطي الصغار ولو لحاجز التهيب..
كأنهم لم يغفروا لنا بعد أن تخطينا المضيق وأحرقنا السفن وانتزعنا إسبانيا قبل أن نحتشد محاولين العودة لدمشق من خلال أوروبا، وقفنا معهم بعد جبال البرانس على حدود فرنسا، ومنذ بواتيه “بلاط الشهداء” واوروبا تحاول دفن بدو الصحراء العربية مكفنين بتخلفهم وعجزهم عن الحياة.