- عبده منصور المحمودي
إلى روحِ أستاذي الدكتور عبد العزيز المقالح، وهي في حنايا الخلود.
خالِدٌ أنتَ،
ونحنُ الهالكونَ في زوْبَعَةٍ
أشداقُها تَرَهَّلَتْ؛
فلم يرْفأْها المزيدُ
من الخطايا.
.
وحدكَ – أنتَ –
مَنْ وَصَلْتَ
إلى أحضانِ الأبَدِيَّةِ
محروسًا بأكاليل الرُّؤى،
ونحنُ
مَنْ تتقاذفنا المعاني
بينَ جَزْرِ الحَيرَةِ الأولى،
وبينَ مَدِّ الأبجدية.
.
“صنعاءُ” ارْتداها الأسى،
منذ استعصى تَشَبُّثُها
بالرمَقِ الأخير،
مِنْ شُرُودِكَ في حناياها.
والشِّعْرُ
تذْرِفُهُ مآقيهِ
على قارِعةِ التَّأَوِّهِ،
والصمتِ المريرْ.
.
تحتَفي بحياتكَ الجديدةِ
فضاءاتٌ
بَحْرِيَّةُ اللونِ المُوَشَّى
بأثيرِ الحبرِ،
ووجْهِكَ ذائعِ الجلالةِ
في صفحاتها الرشيقةْ.
مثلها مُوْرِقةٌ
ـ شتّى نوافذِ الضّوْءِ ـ
بخلودكَ المتراسلِ في المدى
بأجنحةٍ ساميةْ.
.
في كُلِّ قلبٍ
أعْشَبَتْ لحْظَتُكَ الفاصلةُ
حَسْرَةً،
وتَفَتَّقَ اليُتْمُ
في أَرَقِ المدائنِ
ذاهلةً عن تَمَزُّقِها،
عن حرمانها
من فُتاتِ الموائدِ القصيّةِ،
مُتَماهِيَةً
في بُكائيَّتِكَ النازِفَةْ.
.
ها أنْتَ
ـ بسَيْفِ “الأبْجَديَّةِ” ـ
تَكْتُبُ انْعِتاقًا
مِنَ الحياةِ المُثْخَنَةِ
بمآلاتٍ
تقاصرتْ عن فضائك.
وها نحنُ
يكتُبُنا الوَجَعُ قَصيْدةً نائحةً
في كتاب أحزاننا،
وفي طريقِكَ أسفارُنا
رافِلَةٌ برُؤىً
لن يخذلْها يراعٌ
حِبْرُهُ
صيْفُكَ السَّرْمَدِي.