- نبيهة محضور
بعد عقود من التنوير والحداثة، من الأدب والثقافة، من العلم والمعرفة، حفرت في جدران التاريخ، ترجل فارس القصيدة وهرم الثقافة، رمز الحرية والوطنية الدكتور عبدالعزيز المقالح.
اعتزل مدرس الأجيال ليستريح من ضجيح الحياة،
غادر بصمت الكبار والحكماء مخلفا حبه الذي اجتمعت عليه مختلف القوى و الفئات والطوائف، ومخلدا حرفه الذي لن يمحيه الزمان، حرفه الذي حفر في أعماق أرواحنا واستقر ليس في وجداننا فقط بل في حنايا اليمن، في أروقة صنعاء التي تغنى بها وبكاها في صدر قصائده، فكان هو قصيدة الوطن التي لن نمل من تردديها.ط، والتي ستبقى نشيدا الوطن الخالد.
رحل المقالح الإنسان، الوحدوي، السبتميري وقلبه يعزف موسيقى الحزن على وطن سكنه الوجع، واستباحه الظلام.
على وطن كان يحلم ان تنبت فيه أزهار المحبة وتتفتخ فيه براعم السلام، وتفوح فيه رائحة الحرية.
غادرنا المقالح تاركا باعماقنا ألم الفقد وبداخلنا أمنيات كانت تروى من مزن روحه، تاركا بين أيدينا بذور الزيتون علها تثمر بأرواحنا ولو بعد حين.
رحل المقالح وصدى حرفه، كلماته، يدوي في مسامعنا لنرددها ماحيينا:
“سنظل نحفر في الجدار
إما فتحنا ثغرة للنور
أو متنا على وجه الجدار
لا يأس تدركه معاولنا
ولا مللٌ………لا أنكسار”
وداعا رمز الثقافة،عمود القصيدة، قاموس اللغة العربية، وداعا مدرسة الأخلاق.. وداعا اخر بيت في قصيدة الحرية.