- ضياف البراق
لم تفز تونس ولم تخسر، قاتلتْ كثيرًا، لعبت بحرفية فائقة، هاجمت ودافعت وهددت المرمى الدنماركي مرات عديدة، رأيناها طوال المباراة تتألق في المستوى الكروي العالي، وفعلا كانت تستحق الفوز عن جدارة، لكن التعادل ليس قليلًا، هذه النقطة هي خطوة ضرورية للمضي قُدُمًا، تونس شُعلة عشق لا تنطفئ، تعيش في قلوبنا دومًا، وتضيء لنا الدروب، افتخروا بها أيها العرب، إنها تحبكم، وتكافِح حضاريًّا من أجلنا جميعًا، دعوني أتعصَّب لها بعض الشيء، إنها معشوقتى الغالية، فهي الدولة العربية المعجونة بيانبيع الأصالة وفلسفة الحداثة والتنوير، إنها روحنا الفذّة وحقيقتنا الشاهقة والشاسعة التي استوفت شروط العروبة والحضارة في آنٍ معّا، إنني أعشقها بجنون، ومؤمن بها، لي فيها زملاء وأصدقاء أحبهم أيضا، يجمعني بهم هذا الفضاء الأزرق، إنهم يُدهشونني باستمرار، بروعة إبداعهم، وسمو أخلاقهم، إنهم شعراء وأدباء ومثقفون كبار، التوانسة حقا طيبون ومبدعون وجميلون، قادرون على المواجهة والتحدي والتميُّز وصُنْع الفارق النوعي، هذه حقيقة طبعا، تونس مبدعة في جميع مجالات العصر، لكَمْ هي دولة حقيقية وشامخة وكريمة، تونس تاريخ عظيم مُشرِّف وطويل ويجب أن نعانق صفحاته المشرقة، ونتعلم منه الدروس العميقة والنبيلة، عندما يكون الحديث عن تونس تنطرِب روحي وتتراقص عشقًا وفرَحًا، هذه الحبيبة الخضراء المضيئة تُحلِّق عاليًا ولا تسقط في وحل التاريخ، إنها لا تنكسر بتاتًا، جسورة ومغامِرة ومكافِحة وجريئة، لم تكن في يوم من الأيام دولة صغيرة أو جبانة أو منحنية، بل العكس، كانت دائما كبيرة وسامقة، وتحمل رسالة الحياة والسلام والتقدم، إنها تبني نفسها ومجدها بأروع النضالات، وأنبل التضحيات، الجهل لا يهزم تونس، والخِسّة هناك غير موجودة، وستظل تونس الجوهرةَ الفريدةَ الناصعةَ التي ينهمر منها الضوء الغزير في هذه المنطقة الرائعة من العالَم، هكذا تزدهرين على الدوام يا تونس، أنت شمس الذاكرة، ولغة الروح، ونهر الحرية المتدفق، إنها معين حضاري لا ينضب، التحيات من قلبي إلى كل مواطن تونسي، خذوا منّي هذه القُبلة الصادقة إخوتي التوانسة العِزَاز، فأنتم في قلبي إلى ما لا نهاية، ولا بد أن تفوزوا في المباريات المتبقية، إنكم لجديرون بالانتصارات الكبرى، والأفراح الضخمة، كل هذا يليق بكم.