- كتب: جمال حسن
صحيح ان البرازيل تعرضت لهزيمة قاسية من المانيا على ارضها في نصف نهائي 2014. لكن ذلك لا ينتقص من الكرة البرازيلية صاحبة الانجازات الأكبر في كرة القدم.
البرازيل موطن السحر الكروي، وصانعة السحر في كرة القدم. بعيدا عن المشاحنات بين مشجعي كرة القدم التي قد تذهب للتشنيع، لا تغير مباراة كانت خسارة او فوز من منظومة كروية متكاملة. وهذا يشمل كل المدارس الكروية الكبيرة، وحتى الأصغر. انها لعبة تحشد الفرق فيها كل اسلحتها، حدا بلغ تجنيد مواطنين اجانب، مثلما كانت تفعل الجيوش على مر التاريخ.
البرازيل والارجنتين وبلدان امريكا اللاتينية، مازالت تعتمد على مواطنيها، مواهبها الكروية. وهي دائما مصدر للكشافين من دول اخرى. تقف البرازيل والارجنتين كعلامتين متجاورتين، تحمل منافسة عتيقة تصل حد الاستهزاء والسخرية، والتفاخر المتبادل.
وهما بلدان قادران على ابهار العالم بنجومها، وأكبر مصنعين للمواهب الكروية، قد تكون البرازيل متفوقة من حيث عدد المواهب. لكن الارجنتين يمكنها ان تتفوق بصورة ما على مستوى الكيف. فبينما تقدم الكرة البرازيلية أساطير يبهران عالمنا بكرة استعراضية، تمنح الارجنتين أسطورة يشكل حقبة كاملة. فعلت البرازيل ذلك مع بيليه. بعدها اشرقت شمس مارادونا، وفي وقت برز نجوم كبار في البرازيل امثال زيكو وسقراط. ثم جاء روماريو ورونالدو ورونالدينو، وهناك ملامح ابهار اخرى يشكلها لاعبون برازيليون، بما فيهم مواهب صاعدة. لكن ميسي شكل حقبة بأكملها. لا نستثني من ذلك ظهور البرتغالي رونالدو، حيث شكلا عالمين فرديين متنافسين على مدى عقدين.
لكن البرازيل لها ابهارها الخاص، وانجازاتها التي لا تتقادم، وتظل مثيرة للاعجاب بسطوتها الصفراء المائلة للذهبي.
انا ارجنتيني ودائما انحاز ضد البرازيل عدا استثناءات قليلة. لكن حين ابغضهم، ابغض ايضا كثير من السحر البرازيلي، كما لو اني لا اريده ان يكون. مع هذا لا استطيع ان اخفي متعتي بهذا الأسلوب الذي مازال الأكثر زخرفية في كرة القدم.
بينما يسحرني زخرف ميسي لأنه اقتصاد أسلوبي، في خلق مساحة برجماتية على ارض الملعب، مزيج من الشغف والحسم.
ايضا البرازيل تشغف بالبهلوانيات من اجل بلوغ الهدف. ما يوصم الكرتين الارجنتينية والبرازيلية بعض النزوع الذاتي، والفرداني الذي يتظاهر به بعض لاعبيه. احيانا الاستعراض من اجل الاستعراض. بينما نرى في الكرة الاوروبية انضباطا اكثر. وهذا ما نراه لدى نجوم لاتينيين غرس لهم الاحتراف في اوروبا الكثير من الانضباط.
فكرة القدم اتجهت نحو عولمة الأنماط، وان مازالت كل مدرسة تمتاز بطابعها. وكأس العالم فرصة لنرى كرة القدم كفن، مهما كان شغفا وتعصبا، ورغبة في فوز من نشجعهم حتى بالقليل من اللعب. أقصد تدخل انحيازاتنا، وهكذا ايضا كرة القدم لديها منطقها الخاص الذي لا يخلو من الحظ.