- كتب: د. عبدالعزيز علوان
الاعتياد الجميل، للجلوس اليومي تمام عيادة الدكتور عبدالرحمن الأزرقي، ليس ترفا فراغيا، أو عبثا لمطاردة مفرغة الوقت، وانما أصبح شيء لا بد منه، للتزود المعرفي، في شتى معارف الحياة، فكريا وسياسيا وغيرها، ولأخذ الجرعات الوقائية والعلاجية التي نكون بحاجة إليها للحفاظ على الصحة المستدامة التي يتمناها جميعنا لنا.
العوارض التي تصيب الكثير منا، نجدها معروضة أمامه، يعلق على هذه، ويصوب معلوماتنا عن تلك.. ويكتب وصفة لثالثة، ويذهب بنا إلى ما وراء النكات اللاذعة في الأخريات منها.
لا يسأل من يأتِ منكسر النظرات من العامة بورقة الفحص، عن من أرشده إلى ذلك الفحص، وانما يلاطفه ببعض أقواله، ويكتب له العلاج، ويودعه بعد أن يضع لمسات من ضوء فرحة الشفاء المأمول التي تظهر بجلاء على ملامح هذا الشخص أو ذاك من بسطاء الناس.
لا يستطيع أشد المختلفين معه في الرأي، إستفزازه؛ وانما نجد بعد دقائق، تتعالى بينهما الإبتسامات المصاحبة للتعليق على هذا الرإي أو ذاك.
هل الطب انساني أم سلعي؟ قلة قلية من الأطباء من ينظرون إلى إنسانية وأخلاقية الطب، والأزرقي، أكثر الأطباء نظرا وأثقب رؤية إلى هذه الانسانية.
عندما تبكر المدينة، بشارعها نحو الفراغ الممتد، والتخبط الأعمى لصناديق النظافةوالتحسين، وتخبطات متعهدي القات، وأصحاب المرور، أو تخرجها (المدينة) قسرا أو مكابدة في مظاهرات مختلفة الأهواء والأرجاء، نأتي ثقالا بأنفسنا، فنجد الدكتور الأزرقي، كما عهدناه في كامل هندامه، واشراقاته النفسية – وكأن الكثير من حكماء الشرق قد ألبسوه حللا من فيض اشراقاتهم الروحية، وأضفوا عليه أطيافا من أنوار تأملاتهم – نجده على الدوام مستعدا لعمله الذي يرتزق منه حب الناس، واحترام البسطاء.
للدكتور الأزرقي اسلوبه المميز في الإقناع، والأكثر تميزا في وخزات الاستفزاز المريح، حتى للشخص المستفَز نفسه، فلم الحظ شخصا تضجر مما يصيبه من وخزات الأزرقي الاستفزازية.
كلما ساءت أحوال المدينة واستنزف القبح ينابع جمالها، نتخذ من أمام بوابة عيادة الأزرقي متكأََ من جمال الكبرياء، وشيئا من جلال المرونة في قوانينها، التي تعيدنا إلى ذواتنا، قبل أن يوصلنا إلى نقطة الخضوع الواقع الانفعالي والاجهاد المضطربين طبقا لقوانين المرونه الفيزيائية.
تعز 4/11/22