- محمد عبدالوهاب الشيباني
يارازحي
اليوم صباحا حجيت حِجّة ناقصة الى صنعاء ياصديقي.
قلت ادخل اليها من باب عدن(*)،
قبل ان تستيقظ من نومها،
وقبل ان تغادر رائحة العيد شراشف سريرها الحجري.
لكن رائحة العيد كانت تتجول حزينة في حواريها المبتلة بالماء .
كنت بمفردي، واردت الاغتسال ببهاءالطين وبهجة الياجور،
بعد امطار آب المتصلة بقبّة السماء.
و رغبت بتكحيل عيني بالبلور الملون،
الذي يتقطر ككحول من زجاج القمريات المعشَّق في مفارج بيوتها العتيقة.
لكنها تبقى حِجة ناقصة ياصديقي ،
لسقوط اهم اركانها وهي الرفقة ،
وضحكات الاصدقاء
التي تتحسس انشراحها وانسراحها في الازقة التي تظللها المآذن،
وتتقافز كطفل مشاغب في بساتينها،
التي تتزين بذكور النخيل التي تعيش دون اناث تتلقح في البرد.
يارازحي
كنت اظن اني سابصرها بعينين لا مرئيتين
لكني كنت كالاعمى بدون عصاة،
اكتشف ان عصاته هم رفاقه
من حجيج الطين المؤمنين ،
والمدينة بدونهم حفرة عميقة ياصديقي.
(*) واحدة من التسميات الجغرافية لباب اليمن كونه يشير جنوبا ( عدن واليمن بوصفها جنوبا جغرافيا)