- أحمد السلامي
تتملكني أحياناً رغبة في كتابة سيرة ذاتية لعلي عبدالله صالح ولكن بأسلوب روائي، إنها رغبة في إعادة خلقه بشكل مكثف لرصد طرائق تفكيره والدوافع النفسية التي كانت تحكم قراراته وتحركاته ونظرته للآخرين، وعلى وجه الخصوص طبقة السياسيين الذين نالوا نصيباً من الوعي والنضج السياسي (النظري)من بوابة التعليم والقراءة والانتماءات السياسية المبكرة لتيارات إيديولوجية قومية ويسارية وحتى إسلاموية.
لم يكن الرجل يستريح أمام هؤلاء إلا إذا أثبت لهم أنهم “عصيدة في جمنة” وأنهم لا يعرفون الواقع والناس والقبائل ورجالها مثله.
أنا من بيئته القبلية وأكاد أن أتصور دوافعه ومبرراته ونهجه في التعبير العفوي المباشر عن الأخطار التي كان يجد فيها تهديدا دائما لعهده لا لبلده.
لقد ربط بين ذاته وبين البلد ومؤسساته بأكملها، إلى حد الخلط بين نظامه وكيان الدولة، وهنا يمكن أساس إشكالية اليمن الراهنة.. بلد أسقط نظاما فرديا وعجز عن بناء نظام بديل يخرجه من أزمة الفراغ التي استغلها الطامحون الجدد في بناء سلطة جديدة تتمحور حول ذات وشخصية فردية أخرى وما أكثرهم، فيما لا يقابلهم حتى الآن سوى فشل وعجز وارتباك من جاء بعد رجل استطاع أن يجعل من نفسه صمام الأمان وسبب الخطر والخراب في الوقت نفسه.