- عبدالرحمن بجاش
يا صاحبي.. صباح الخير
هات أذنك: افتقدتك..
وكلما هممت أن ألمس زر التليفون أذكر فورا، يفز قلبي، أدري لحظتها أنك تركتنا وذهبت.. لوحت فقط بيدك وذهبت، كما كنت تفعلني في بيت وادي المدام، تلوح بيدك وتتوارى، اعرف ان الوداع لايعجبك، أيضا أنا أحس بالفقدان، أمك عمتي هي من كانت تربت على كتفي: سيعود..
هذه المرة لم تعد فعلا..
طال غيابك كثيرا، لكن تصدق.. حضورك يسجل رقما قياسيا في أعماق كل من أفتقدك.
تعرف.. تصبح الحياة عديمة الجدوى بعد أن تتلفت يمينا وشمالا فلا ترى أصحابك، بعضهم كما أنت رحل، بعضهم غادر إلى أعماقه فأعتكف، بعضهم عاد إلى ذاته فنسي نفسه، بعضهم يصر على الاستمرار، هكذا نحن.. لن نتقهقر، لا يمكن..
هذا قدرنا ألا نتراجع، ألا نتردد، مسألة مبدأ ياصاحبي.. همس لي بذلك ذات ليل على بحر ساحل العشاق.. فؤاد..
أفتقدكما، أفتقد الشيخ بصدق، لأن زمنه كان زمن الكبار.. الآن زمن صغير لكننا نظل كبارا بوحي من روحيكما..
أعرف يا صاحبي أنك لا تنام، لا يمكن لك أن تفعلها، لابد أن تظل مفتوح العينين، يفز قلبك كلما سقط أحد، يرتفع عقلك باحساسه بمن يستمر إلى السماء..
أنا هنا.. لن أذهب
هذا وعد..
د. عبدالرحمن جميل فارع:
صوتك يدوي هنا وهناك: كيفك ياعُبَد
سلام على روحك إلى أن نلتقي.
27 أكتوبر 2022