- عبدالرحمن الربيعي
تعد العنصرية من أخطر الأمراض النفسية التي تشغل سلوك الفرد، وتختلف آثارها باختلاف الظروف التي تنشأ فيها محدثةً أثرا تنعكس سلبياته على الفرد والمجتمع على حدٍ سواء، ويمكن استعراض أمثله شتى على نتائج هذه المشكلة، منها التميز العنصري القائم على التفرقة بين افراد المجتمع بحسب لونه أو فكره أو معتقداته وغير ذلك ، هناك في شتى بقاع اليمن أناس ينظرون إلى ٱنفسهم على أنها الأفضل ، أناس يرون في انفسهم سمة الفرادة، وهذا بلا شك ما لا نستطع نكرانه، إذ ان مثل هذه السمة يمتلكها البعض من أمثال المفكرين التنويرين.
هناك من ينظر إلى ماهيته من زاوية التفضيل لديه، فيرى نفسه شخصً لا يقارن وليس له مثيل.
متناسي معرفة الآخرين كما أنه لا فرق بينه وبين الآخر بمدى تقدم ونمو العقل والوعي وادراكهما للأشياء، فالأول بمثابة قلم..والثاني بمثابة دفتر .. وهذا الدفتر نكتب فيه ونصحح كل مرة أخطائنا مع مرور الوقت والتجارب .
إن الوعي يمرُ بتجارب عديدة داخل الحياة ..فهو يتعلم
في كل مرة اشياء جديدة ، ويغير تارة أخرى منطقهُ الذي يعالج به المعلومات ليصبح وعيً أكثر تطوراّ ، بمعنى أنه يتطور بأستمرار ..فأنت في العام الماضي ، لست أنت في هذه السنه، ولن تكون كذالك في السنوات القادمة.
جميعنا بشر لا فرق بينك وبين الآخر إلا بعلمك وفكرك ، وشعورك بالإنساني وتجربتك بالحياة وهي المقاييس الوحيدة في عالمنا اليوم ، كمية حقد وعنصرية تفوح نتانتها على مجتمعاتنا العربية ، كمية السخرية التي تلقاها ملاطف من أبناء بلده ، لم تكن إلا حسد دفين لما وصل إليه من شهرة واسعة من منطقة الصفر ، حتى توسع ظهوره من المستوى المحلى والإقليمي والدولي.!
كمية الفخر الذي شعرت به وأنا أتابع مقابلة الشاب الرائع ملاطف حميدي في برنامج الجزيرة ، شاب ناجح استطاع تسويق نفسه بطريقة ذكية ، ونقل الموروث الشعبي اليمني إلى بقاع العالم ، ولكن الملحوظ من أبناء مجتمعنا في مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن إلا نقد وسخرية وتقليل من مايقدمه ملاطف وكأنه شيء من النشاز المغرد خارج السراب ، بينما هو يقدم للعالم تراثنا بشكل جميل وحضاري بعيدًا عن الدمار والحرب الذي يستوطن حياتنا ، مازالت مجتمعاتنا قابعة بالانشغال بالأمور السطحية.
وهذا كله يقف وراء إثارة العنصرية” كالأختلاف في الفكر والعقيدة والفكر والجهل وعدم الوعي بمفهوم العنصرية..
دائمًا ماتكون نظرتنا سطحية ، للحد السخيف الذي لا قيمة لها (مزين ، دوشان ، مطبل) ، بينما العالم يحتفي ويستقبل “ملاطف” بشكل راقي ومهذبة ، كونه شاب رائع صاحب موهبه جميلة ، يتغنون بها بكل فرح و ابتهاج ، ويمارسون الرقص على إيقاع الطبل ، كأداة موسيقية من الطراز الرفيع.
.