- عامر السعيدي
جنوباً على البحر
نمشي وفاءَ
فنبتلُّ بالأمنيات غناءَ
جنوباً
ستعلو الحياة كثيراً
وتشهق فينا بقاءً بقاءَ
جنوباً
على الشّطّ حيث الورود
استحالتْ أمام الجراح نساءَ
جنوباً..
ألا تذكرين الجنوب
دماً وفماً وهوىً وهواءَ
جنوباً..
وأقبل تشرين من
ظمأ الوقت كالنهر يضحك ماءَ
لقد مرّ تشرين
من بابنا
فأطفأ في قلب أمّي البكاءَ
ولمّا أفاق
أبونا الكبير
من الصمت مات الكلام حياءَ
لقد بارك الله
عرس البلاد
كما يشتهي الحالمون جلاءَ
فِدى عدن الحب
حيث الحمام يغنّي
مع العاشقين اشتهاءَ
رقدنا خلوداً
سهرنا وجوداً
مضينا عطاشاً أتينا ارتواءَ
خرجنا على الليل
نمحوهُ منّا
نحاول أنْ نستردّ الضياءَ
نوزّع أشلاءنا
في الظلام
فنبني بها ألقاً يتراءى
نبعثر أوجاعنا كلها
لتملأنا روعةً وبهاءَ
نلملم أحلامنا
مشرقاتٍ
فنغشى بهنّ الشجون فناءَ
نؤرشف آهاتنا
في الكتاب
قصائد ترقص فينا رجاءَ
على أول السطر
نامتْ خطانا
ولكنّنا ما سئمنا ابتداءَ
رحلنا إلى غدنا
نفتديهِ
بأرواحنا لو أراد شراءَ
وبعنا القلوب
من الأرض حتى
تكون كما نتمنّى سماءَ
رأينا البلادَ
سماءً بأعلى
السماء تعادل فينا الإباءَ
رأينا الجنوب
على رأس تشرين
يشرب من دمنا الكبرياءَ
و “ردفان” بين يدينا
يُصلّي
لأيتامنا فرحةً وانتشاءَ
“لبوزة” يا أول الأنبياء
تعال وخذْ معك الشهداءَ
تعال..
لنشرب خمر الجنوب
على يد صنعاء.. يكفي دماءَ
تعال جنوباً
تعال شمالاً
تعال خلاصاً .. تعال ولاءَ
لقد أوجعتنا
السّيوف اللئيمةُ
حتى بكى الصبر فينا استياءَ
قد استوطنتْنا
خناجر إخواننا
حين خانوا أبانا عشاءَ
لقد أنهكوا
بالخيانة أمي البلاد
التي أغرقتْهم عطاءَ
لقد أكلوا
خبز “إنجلترا” وجُعنا..
لقد أشبعونا عناءَ
أنا الآن أغرق
في دمعتين
على وجهِ أمي فأبكي رياءَ
ولو صدق الدمع
ماظلّ جرحٌ يئنّ
و لا الضوء عنّا تناءى
هو الحب
ما ضجّ في القلب إلّا
تلاشى ظلام الأسى.. وأضاءَ
لقد كان تشرين
حين أحبّوا
نهاراً وكانوا به أولياءَ
جنوباً شمالاً
ويبقى الجنوب
لأحلامنا المنهكات إناءَ
شمالاً جنوباً
ويبقى الشمال
كما يحلم المتعبون نقاءَ
سلامٌ عليها..
وتبقى البلاد
كما نشتَهيها سماءً سماءَ