- عبدالقادر صبري
يا أنتِ..
يا ابنة الأشواق البريَّةِ
مازلتُ أراكِ تفترشينَ العراء
تداعبينَ نبالَكِ البريئة
كذيل سنّورةٍ لا تهدأ
لكنَّ قلبي
لا تخترقه سوى سهام الغدر
يا غزالتي..
فهل حان زمن الاشتهاءِ الجميل؟
كما أنت..
تغتسلُ الأمنيات بماء الطّفُولةِ
وتعبر سياج أفكاري الوحشية
ولكني آوي إليها كلَّ مساء
مثْخَناً بالجراح
كما أنت دوماً
يا ابنةَ الآلهةِ..
رحيمةً
تلفُّني أغنياتك الرؤومُ بالمحبة
فيما أنا أصارعُ حزني
وأرفو الخطيئةَ
تلو الخطيئة
ومازلتُ أجهلُ..
أيّ زمنٍ قرمزي
هذا الذي دَلَّ صوتي عليكِ؟
أي بَوحٍ أرشد صمتي إليكِ؟
يا ابنة الصمت الجميل
غداً حين تهُبُّ الرياح
سأُسْلِمُ نفسي إليها
سأبدأ رحلةَ الاشتهاءِ الأبديَّة
فهذي الرّياح تعرفُ طريقَهَا إليكِ
تعشقُ عطرَكِ البريَّ
وتزأرُ حينَ تسدّينَ بابكْ
غير أنِّي..
أخشي أن تذروَني الرّيَاحُ هباءً
قبل أن يلتقطَني صوتُك الفضّيُّ
قبل أن يُضيئني جسدُك العاجيُّ
قبل أن…
قبل أن…
قبل أن…
فهل لي أن ألوذَ بنهدَيكِ
يعصمانني سطوةَ الريح
وغدرَ المطر؟
هل لي أن أتشبّث بحلمتيك البريّتين
حين أُقَدّمُ للذبح في قرابينِ الكهنة؟
أنا لستُ نهباً للريحِ
ولا للربِّ..
فلماذا تُصرّ الآلهة
على ذبحي في شفتيكِ
وشفتايَ تطايرَ ماؤهـما؟
أرهقتني القفارُ البعيدةُ عنكِ
فأرسلي شعرَكِ المبلَّل بالرّعود
في الروح الظمأى لرحيقك
ودعيني ألوِّنْ خصلاته
بلون آلامي التي عمَّدَتْها
جراحُ السنين المتاهة قبلك.
…