- عبدالرحمن بجاش
دن.. دن.. دن.. دن
الواحدة بتوقيت غرينيتش..
هنا لندن..
أيها السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله،
إليكم نشرة الأخبار تقرؤها رشيدة المدفعي، وحاسة السمع لايزال يدوي فيها صوتها الذي سمعته لأول مرة في الستينات: الدماء تسيل في شوارع تعز اليمنية..
يومها حوصر محافظ تعز الشيخ أمين عبدالواسع نعمان في مبنى المحافظة، وكادت تحدث فتنة بالفعل لو لم يتم إخمادها في مهدها لكان من أيقظها قد أسال الدماء في الشوارع، لكنه فيما بعد أسالها في مكان آخر!!!
هنا لندن..
ندوة المستمعين..
قول على قول..
السياسة بين السائل والمجيب..
وأصوات حفظناها ولم تبرح أسماعنا التي انتقلت شيئا فشيئا إلى الشاشة صورة وصوت..
أتذكر أن المذيع علي صلاح أحمد، سأل ذات ليل في إذاعة صنعاء أحد كبار مذيعي الـ BBC ، وكان زائرا لصنعاء:
هل سيأتي يوم تغيب فيه الاذاعة لصالح التلفزيون ؟
أتذكر إجابته التي اعجبتني قوة العبارة ومدلولها:
ستظل الإذاعة ماظلت حاسة السمع !!
كلامه صحيح..
أسماء رنانة عربية مرت على ميكروفون القسم العربي طوال 84 عاما:
أحمد كمال سرور أول مذيع قرأ نشرة الأخبار في بي بي سي العربية عام 1938 ..
ومن منا لم يتابع “قول على قول” حسن الكرمي طوال ثلاثين عاما متتالية..
وهناك كان ماجد سرحان، من أشهر من قدم نشرة الاخبار، وسامي حداد وجميل عازر اللذان شاهدناها على قناة الجزيرة حتى أختفيا.. وآخرون ..
وأنا من كثرة متابعتي لها، شاركت في ندوة المستمعين، وكلما سمعت اسمي يتردد تحمر حاسة السمع لدي، ووصلتني لسنوات عبر ص . ب 69 الأشهر مستودع الشرق الأوسط في علي عبدالمغني مجلة “هنا لندن” .
لأسباب اقتصادية توقفت الإذاعة العربية بي بي سي …
هل انتصرت الشاشة هنا كما يبدو أنها تزحف مكتسحة الصحافة الورقية ؟؟
لله الأمر من قبل ومن بعد.