- محمد العزعزي
المعلم في كل بلاد الأرض يعيش حياته سعيد وليس له يوم واحد يحتفل به بمناسبة يوم المعلم العالمي في 5 أكتوبر من كل عام بل 365 يوما بدرجة وزير واحترام المجتمع وتقديره.
من أول يوم يسجل في كلية التربية يستلم راتب شهري وهو طالب يكفيه للغذاء والدواء والمواصلات والرحلات وشراء مراجع علمية .
وعند التخرج والالتحاق في مجال التربية والتعليم يبدأ مشواره العملي أربع سنوات في الصفوف الأولى من أول إلى سادس، يمنح بعدها دورة تدريبية في معهد الإدارة براتب كامل ..ثم يعود بنشاط وحيوية فيدرس الصفوف من سابع إلى تاسع أربع سنوات أخرى ويمنح إجازة علمية براتب كامل وتكاليف الدراسة للالتحاق بالدراسات العليا في المجال التربوي أو أي تخصص يميل له.
ويعود للتدريس في المرحلة الثانوية أربع سنوات، بعدها يصعد للعمل في الإدارة المدرسية أو إدارة التربية، وفي أوروبا بعد 16 سنة يمنح معاش تقاعد بكل مستحقاته المالية والدرجة الوظيفية، وفي دول الجوار يمنح تقاعد بعد 24 عاما بدرجة وتسوية وظيفية.
أما عندنا في بلاد السعيدة يعمل في السلك التربوي طول عمره براتب لا يكفيه مدة عشر أيام في الشهر، وإذا تعرض لمرض يموت ولا أحد ينقذه، ويعيش المعلم بعد 35 سنة خدمة معذب بفكر مشتت وهم يومي لإطعام أسرته وديون ويكرم يوم واحد أثناء مسيرته التربوية بشهادة وساعة وستة ألف بدل مواصلات، ويظل عاملا بعد التقاعد فالبعض وصل 48 سنة معلما في الميدان ومازال يحلم بحقوق التقاعد.
ولا يستطيع المعلم اليمني الحصول على التسويات والترقيات والعلاوات والبعض يعمل في الأعمال الحرة الشاقة لكي يوفر لقمة لأطفاله، وفي مناطق الشمال سبع سنوات بدون راتب فكيف سيبدع المعلم اليمني ومن سينقذه في عصر الانحطاط والحرب؟!
يوم معلم عالمي وجمعتكم عالمية