- عبدالرحمن بجاش
تسمرت عيناي على أرواحنا بعددهم إحدى عشر لاعبا، تجري أعيننا وراءهم في هذه الزاوية وذلك المربع، على خط18 ، أمام المرمى ، في الكورنر..
كلما سقط واحدا منهم سقطت قلوبنا ، كلما أرتفع أحدهم مع الكرة أرتفع الشعب اليمني كله، كلما قاد الخصم الشريف هجمة معاكسة وضع شعب بأكمله يبحث عن نصر حقيقي يده على قلبه الجمعي ..
كلما مرت الكرة من فوق القائم، مررنا معها كلما تمر بجانب القائم صرخنا كلنا..
كلما مرت كرة قوية من فوق المرمى قمنا معها هاتفين.. كلما صد الحارس كرة أقوى صديناها معه..
حتى إذا أعلنت صافرة الحكم ” ضربة جزاء “، قمنا من أماكننا ” ياالله “
حتى إذا سكنت عمق المرمى من قدم، هلل الوطن كله رغم الحرب رغم الوجع رغم النقاط رغم التفتيش رغم كل الآلام.. شعب يبحث وسط الركام عن فرحة حقيقية توحده من اقصاه إلى أقصاه..
أغلقت جهازي بعد الصافرة النهائية ونمت لأول مرة بدون هواجس ولا تنصت علً طائرة تمر في الأجواء، بعمق..
صباحا ذهبت الى صالون الحلاقة لاجدد نفسي،
حديث الصالون كله عن المباراة التي لعبها منتخب بلادنا تحت سن 17 كاللغة العربية سهل ممتنع.. فريق خط هجومه يعرف كيف يصل إلى المرمى بسهولة، كانوا يتكلمون هامسين، قلت أحرك السوق : مبروك الانتصار، أول من هلل منير ومقصه على رأسي.. هل شفتها يا أستاذ، قلت طبعا، قفز واحدا من خلفي كان ينتظر دوره : فديت أحذيتهم .. ياالله والشجن للفرح
قال منير: تصدق ياعم عبده أن الصالون أمتلأ عن آخره ، قلت فورا: ليتني دريت كنت خرجت – الصالون قريب مني – ، والكرة من السيئ جدا أن تشاهد مباراة مهمة لوحدك..
شكرا أقدامكم التي أدخلت البهجة الى كل بيت في اليمن الذي توحد ليلة أمس الأول رغم كل تجار الحروب ..
فقط بإسمهم نقول: يكفينا حرب، كأس العالم على الأبواب ..
شكرا البعداني قائد المتألقين.. شكرا المنتخب السوداني الشقيق حسن ادائه واخلاق لاعبيه الرفيعة.
لله الأمر من قبل ومن بعد.