- محمد علي عبدالرزاق
يوم 21/8/2019 تحل على قلبي الذكرى الثالثة لملك القلب الولد البار شادي ولم أكن أعلم، أن حزني عليكَ سيعيشُ عمرًا طويلاً وباستشهادك مات القلب وخيم الحزن، رحلت عن الدنيا وابنك شهاب في بطن أمه لم يرَ نور الدنيا، وقلت لي سأذهب في مشوار قصير لأدبر مصاريف الولادة ومتطلبات الحياة الضرورية، ووضعت بين ثيابك وصية.. وجدتها بعد فترة فنفذت الوصية بتسمية ولدك والديون التي عليك، وها هو شهاب صار عمره ثلاث سنوات وأنا مازلت في انتظارك وقد بذلت من أجلك يا ولدي كل غالٍ ونفيس حتى صار حلمًا طال انتظاره، لم تعد ولم يعد قلبي يتحمل المزيد من الانتظار والغياب الطويل.
ياولدي بغيابك الطويل تلاشى كل شئ ظننتُ أنه سيأتي يومٌ وأتجاوز خبر الفاجعة التي خطفتكَ مني، لكن أشباح ذلك اليوم ما زالت تطاردني..مللٌ، حزنٌ، وقحطٌ، كل أيامي متشابهة وأنا في هذه الدنيا وحيدٌ من غيرك يملأ المنزل فرحا وحيوية.
كانت خطواتك نحو المنزل تعطر الأرض وكأن قرع نعليك موسيقى وأنا أنتظر قدومك واليوم يا ولدي بتّ أناشدكَ أن تعود، ولو مشيت على قلبي فلن أبالي..كم من الوقت سينتظر قلبي منكسرًا ، ومتى سيُجبر كسره ويكف عن الألم بفراق ابنه البكر الأنيق!.
لم تكن ولدي فحسب بل صديقي ورفيقي، وأخي، والآن أنت بعيد ولا أرى منكَ سوى صورًا منذ الطفولة حتى ٱخر نفس تلفها الحسرة والشوق.. كان فرضًا عليّ يا ولدي أن أربيك وأعلمك وأوجهك نحو المعالي في الحياة، لكن الآن بُعدك عني علمني كل معاني الألم والصبر كيف أكون.
وكمال قال نزار قباني: “حزن يغتالني وهم يقتلني وظلم حبيب يعذّبني آه.. ما هذه الحياة التي كلّها آلام لا تنتهي وجروح لا تنبري ودموع تجري حتى جرحت خدّي أرّقت مضجعي وسلبت نومي “.
آه يا قلبي ثلاث عجاف ونيف فلم أعد أتحمل الفراق فقد صار البعد جرح لا يندمل وعصي على النسيان وما أزال أحنّ إليك.. ويحك قلبي إلى متى؟؟
اللهم اجعل مسكنه الفردوس الأعلى جوار الانبياء والأولياء والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.