- عبدالرحمن بجاش
“يندمون ولا يعون” : تحت هذا العنوان كتب الصحفي اللبناني الكبير سمير عطا الله في زاويته الكائنة في الجانب الأيمن من الصفحة الأخيرة لجريدة الشرق الأوسط، الفقرة الأخيرة لفتت نظري ونبهتني إلى شيء مهم من وجهة نظري، يختم عطا الله زاويته هكذا:
“على هذا الشعب أن يواجه يوماً، وهي أنه هو من يختار هذه الفئة من البشر، وهو من يسير خلفها، وهو الذي يضع سيادة بلده ومستقبل أولاده تحت أقدامها. وفي كل مرة هو من يعود ويندم ويبكي، نصف قرن وهو سائر خلف هؤلاء، يتقاتل يتذابح ويفتقر، والآن يجوع في سبيلهم، ولن يعوا، هذا قدر وليس حالة عابرة.. الجزر لا تشكل وطناً !”
قلت أنا ما هو آت :
هل هو بالفعل من يختارهم ؟
وهل هو بالفعل من تدخل إلى الصناديق أسماءهم؟
أو أن هؤلاء من ينتخبون نيابة عنهم وبعدها يحملونه ذنب اختيارهم؟
وهؤلاء الذين يذهبون إلى صناديق الاقتراع يذهبون وهم واعون لما هم ذاهبين إليه؟
في الوطن العربي كم نسبة الأمية؟
وفي كل بلد عربي كم النسبة؟
وفي اليمن كم يبلغ عدد الأميين؟
أخشى أن أقول أن من يذهب إلى الصندوق هم القطيع !!! تلتقط لهم صور بكاميرات الأنظمة، أما إنهم يدرون لماذا ذهبوا، ولأي أمر صوتوا ، وأي شخص انتخبوا، الأمر بحاجة إلى إعادة نظر.
في بلادي عندما لم يجدوا للمرحوم حسين الأحمر دائرة، أخذوا أقرب دائرة إليه، وقام الناس فجرا ليجدوا للتصويت لمرشح غير الذي صرف المال على غداء الأمس !!!
وعندما قالوا لصالح: القانون يحرم ماحصل، رد وسريعا:
أنا القانون !!!
والشيخ عبد الله كان وهذا معروف رئيسا لحزب الإصلاح يصوت في انتخابات الرئاسة لمرشح المؤتمر على قاعدة : ” أنت شيخي وأنا رئيسك ” وتحت شعار” جني تعرفه ولا انسي ماتعرفوش ” !!!
في الديمقراطيات الحقيقية يخرج الناس للتظاهر تحرسهم الشرطة، سلطات إنفاذ القانون قبل أيام داهمت مقر الرئيس الأمريكي السابق لإنفاذ القانون ، والقانون يحمي المحكوم من الحاكم وهو الرديف الحقيقي للديمقراطية، وفي أمريكا التي نلعنها صبح مساء اجبر نيكسون الرئيس الداهية على الاستقالة بعد فضيحة ” ووترجيت “، وفي إسرائيل التي ننتصر عليها صبح مساء يذهب رئيس الوزراء برجليه إلى الشرطة لتحقق معه!!، لبنان تحديدا من ينتخب ” هؤلاء” الأنظمة العربية وايران !! والشعب اللبناني عليه أن يتلقى مصائبهم، فكيف يتهم بأنه اختارهم !!!
في العالم العربي وحيث الـ 99%، إذا تجرأ الناس وخرجوا لاتحميهم شرطة الحاكم بل تقتلهم !!!
ديمقراطية الحاكم هي التي تمارس طقوسها في الوطن العربي، وأنت يا أستاذ سمير خير العارفين..
إذن لابد من السؤال الكبير: هل هذه المجتمعات المغلوبة على أمرها تحتاج الآن الدولة أولا أو عليها أن تكون ديمقراطية غصبا عنها كما يريد الحاكم ؟؟؟؟
ثم من يأتي بالدولة التي هي القانون أولا ؟؟
في أدراج مجلس النواب بصنعاء لازال قانون حيازة السلاح في درج الشيخ عبد الله المغلق إلى اللحظة !!!
لله الأمر من قبل ومن بعد.