- ضياف البراق
يا له من اغتراب لعين، حاقد، لا يُقاوم!
اغترابٌ ممتد إلى ما لا نهاية، تمامًا كهراء بعض البشر.
اغتراب فمه الوحشي مفتوح على طول البلاد وعرضها..
لا بلاد في أي بلاد!
اغترابٌ بعمق الموت.. يأكل عمري بسخرية مُمِلّة لدرجة تصيبني بالبلادة التامّة، والغثيان الجحيمي المُمِل أيضًا.
نعم، ها هو يهاجمني حتى من الجهات غير الموجودة في الخارطة، إطلاقًا..
يأكل أعصابي، كلماتي المتناثرة في أرجاء الخوف، دموعي التي تُشْبِه النساء الأرامل..
يأكل انتظاراتي الميّتة،
الميّتة كجدران من التكرار المُنمَّق وغير المنمَّق،
يأكلُ حتى هذا اللا مكان!
اغترابٌ في قلب كل شيء،
وحول كل شيء،
ويُشْبه كل شيء،
ويأكل كل شيء.
الاغتراب هو الآخر يُعذَّبُ مثلنا، يطحن القلقُ عظامه على الدوام، لكنه
يجِد في التزام الصمت كرامة لا توجد في الصراخ، وقد لا توجد في الكتابة.
كل شيء، هو اغتراب. كل شيء.
الاغتراب: نحن جميعًا، والاغتراب نفسه، في آن.