- محيي الدين جرمة
اقول للحجر في دمي سر،ياحجر، فانت معنى،فيزهر الصمت الكلي للأشياء، للقطرة المحتشدة بكثافة دمعة زرقاء نسير تحتها خفافا،اخلدي فبحرك عذب في شفاه العاشق،للشجر النابت في دم الأرض،وعروق الأبار الجوفية لأعماقنا،انتظريني ايتها الأشجار التي تعرف كيف يسطع فيها الشعاع، واصابعي تسبق قبلاتي،الى نحرها، كلما بدفء اتلقاها،فتعشب الظلال داخل شموسها،حين ابصر من نتوء في خبيئة الجدول السيار أحلاما لا تمنح نفسها لشخير البقر، ولا تشرق سوى كدمعة علمتني ان اصونها في العين العذبة النظرة،العبرة تسقط من قنطرة احزاننا لتصب في محيطات، لا تألف “الجباليا”*،لكنني صرت اليفا لها، كعشب عالق في سحاب يمسح ناصية الأيام عن عرق الخبز،بيدي اغرفة الشفق، وفي فمي ارزة ذهبية كالتماع جوع غريب، في مخيلة ماء جار،ورمانات شفاه مشققة من فرط الإنتظار والبرد، والزلال.
——————
* الجبليون بلهجة تهامة