- أحمد السلامي
أكتب قصائد نثر، أو أحاول أن أكون ممن يكتبون هذا اللون من الشعر الصافي الذي لا تخالطه تهويمات شكلية كالموسيقى الصارخة في التفعيلة العربية والقصيدة البيتية، لكني أنطرب قارئا للشعر المموسق، وأمتلك مهارة اكتشاف أبسط خلل موسيقي في الشعر الموزون.
محبتي للموسيقى تجعلني أسمح لها بالتشويش على ما أقرأ، لكني تخليت عنها عندما أكتب، وتوصلت إلى قناعة تامة أن الموسيقى عالم قائم بذاته والشعر كذلك عالم. وكلما قرأت قصيدة موزونة تشوشني الموسيقى فأضطر إلى قراءة القصيدة أكثر من مرة، قراءة للاستمتاع بالتموسق لذاته بعيدا عن أي معنى أو شعر أو جماليات أو صور أو دلالة، وقراءة تبحث عما تبقى في القصيدة من شعر خالص عندما نجردها من إيقاع تفاعيل الخليل.
في النهاية تصمد بعض القصائد التي تفلح في الجمع بين الوزن والشعر. لكنهما عالمان مستقلان كما أرى، وللنثر موسيقاه غير الصارخة، لأنها موسيقى تعبير لا موسيقى طرب.