- عبدالرحمن بجاش
” أين انت ياوالد ؟ ” هكذا كان عبدالرحمن محمد علي عثمان يعتب علي عندما أغيب عنه..
لم يقتصر الأمر علي حتى لا أظهر أنانيا ، فقد ظل طوال حياته صديقا ودودا للجميع ، وقد سمعت هذا من علي عبدالكريم الصباحي والدكتور الكباب ، والكابتن علي محسن ، وآخرين ممن زامله في مصر أيام الدراسة..
الشيخ في حياته أعطى نموذجا رائعا مدنيا بمعنى أن تكون شيخا، وكان الجميع من الشركة اليمنية للطباعة والنشر التي تولاها بعد أن أغتيل والده الشيخ الأكبر محمد علي عثمان والذي أجمع عليه الكل في سنوات التكوين الأولى التي وئدت بسبب عوامل كثيرة ليس هنا مكان لذكرها.. إلى محافظ تعز، إلى محافظ الحديدة إلى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة إلى مجلس الشورى، ظل صديقا للصغير والكبير، باب بيته وديوانه مفتوح للجميع ومن كل الفئات والانتماءات …
قال الأستاذ الكبير عبدالباري طاهر وكنا أمس معا في تشييع جثمان الرجل الكبير الآخر القاضي علي أبو الرجال، قال: عملنا معا في الشركة اليمنية للطباعة والنشر، كان الشيخ مسئولا متواضعا، كُنتَ تراه معظم الوقت بين عمال المطبعة يرص الحروف معه..
عبدالرحمن محمد علي عثمان كان صنف نادر ونزيه ونبيل، مارس المسئولية بوحي من تلك القيم.. فقد قدم من بيئة طالما أعلت القيم العالية..
سلام الله عليه ورحمته
لله الأمر من قبل ومن بعد.