- زين العابدين الضبيبي
…
أنا جائعٌ يا الله
أنا جائعٌ يا أصدقائي
أنا جائعٌ أيها العالم الأنيق الأجوف
من يقنع الجائع أن الكلمات لا تؤكل
من يقنع الطائرات
الصواريخ، مصانع الأسلحة أنني جائع وأنني لا أحتاج لسوى الخبز ؟
ومن يقنع طواحين البؤس بادخار
أجسادنا لعامٍ آخر
من يقنع الرواتب أنها هجرتنا بلا سببْ
من يقنع مرض الفشل الكلوي
أن الكهرباء في إجازة مفتوحة
وأن الثلاجات الفارغة تغري الأحذية المستعملة بالنزوح إليها
من يقنع المطارات أن تفتح أبوابها لادوية الكوليرا وكورونا
ومن يقنع العالم أن هذا ليس وطناً
بل مصحة مهجورة وغرفة احتضار كبيرة
من يقنع البقال وصاحب البيت والأرصفة أن هذه الحرب ليست بورصة رابحة بعد أن نموت
من يقنع المحتربين
أنني جائع ولا أهتم بشعاراتهم
من يقنع أمعائي أن الشظايا تؤكل وأنها غنية بالحديد والبارود لألتهمها
من يقنع هذه الحرب
أنها تسرق الأرغفة من مطابخنا
من يقنع القرارات الأممية أن الأطفال
ينامون بعين واحدة ورضاعاتٍ فارغةٍ
من يقنع السماء أن تمطر خبزاً.
من يا الله؟
والجميع يقنعنا أن هذه الحرب التي أكلتنا من أجلنا
نعم يقولون من أجلنا
لكن من يقنع قنوات الأخبار
ومنظمات حقوق الإنسان؟
ومن يقنعني أنني لم أعد جائعاً
ومن يقنع البقال بإضافة
علبة فاصوليا ورغيفين على الحساب
ومن يقنع اسطوانة الغاز أن تمدد عمرها ليومٍ واحدٍ
ومن يقنعكم أن لا تهتموا بهذه الكلمات الجائعة.
…………….