- عبدالكريم الرازحي
كعادة اليمنيين يشجعوك ويوهدروك ويورطوك وبعدا يسيبوك لوحدك..
قلت لهم ثلاثة عيال شياطين نزغات من حق صنعاء يتحدونا أسابقهم بالسياكل
قالوا انزل سابقهم ليش تخاف !!
قلت مش انا خايف من السباق ولاخايف منهم خايف من القلبَة لايقلبوا هولا أطفال نزغات ماعندهم ضمير
وفعلا الأطفال لاضمير لهم ولم يتكون الضمير عندهم بعد ..
كنت قد عرفتهم في الانتخابات النيابية في 1993 عندما رشحت نفسي لعضوية مجلس النواب، كنت قد ترشحت باسمهم ولأجلهم وكان برنامجي الإنتخابي يتمحور حول حقوقهم كأطفال وحقوق أمهاتهم لكن لأنهم بلاضمير كانوا يقطعون ملصقاتي في الشوارع ويمزقونها ويدوسون عليها ولكن ماعلينا تلك أيام مضت والمهم هو ماحدث في يومنا هذا الخميس،
حضر ثلاثتهم إلى مكان السباق وحضر معهم الحَكَم وكان قد أحضرهم بسيارته مع سياكلهم ..
وعند حضورهم راح ثلاثتهم يصرخون في وجهي ويقسمون بانهم سوف يهزمونني ويسمعون بي أطفال الحارة، وقبل أن يبدأ السباق كنت قد شعرت بالهزيمة وخاصة أن أولئك الذين وعدوني بالحضور للتشجيع وليكونوا شهودا فركوا بي ولم يحضر منهم أحد
- وأول ماصفر الحكم للانطلاق وقع غسان أصغر المتسابقين من فوق سيكله وأخوه عبدالرحمن كان قد أنطلق وسبقنا بمسافة وشعرت بمعنوياتي تهوي للحضيض لكن صوتا أنبجس من داخلي يصيح بي مشجعا و يقول لي :
- الحقه يارازحي اسبقه يارازحي أنت الفائز يارازحي وسرعان مالحقت به وفي العودة سبقته..
وبعدها بدأ الشوط الثاني وتسابقت مع محمد خالد البهلولي وسبقته.
وأما الشوط الثالث فكان الأصعب وكنت قدنا تعبان وخايف من الطفل غسان الشيطان يسبقنا، كان أصغرهم لكنه أسرعهم وأنزغهم وينطلق بسرعة جنونية حتى أن شاحنة مرت ولم تبصره وكادت تدهسه وكنت أصيح بيني وبين نفسي :
-ياساتر استر ياساتر استر
خايف لو صدمته يطلبوا مني ديته بدلا من الببس العائلي لكن ربك ستر..
وبعد مرور الشاحنة شفت بيني وبينه مسافة وكنت يائسا وقلت صعب ألحقه ولو لحقته مش ممكن أسبقه لكن أصوات كثيرة بداخلي بعثت في نفسي الحماس وكنت أسمعها تقول لي:
- ياالله يارازحي شدحيلك يارازحي الحق غسان الشيطان باقي شوية يارازحي ..
وفعلا لحقته وسبقته وسبقتهم كلهم وكنت الفائز
وبعدها بدأت القلبة : راحوا يصرخون في وجهي ويقولون لي :
- أنت مُغَاوي
وسالت الحكم عن معنى مغاوي؟
قال لي : معناها مغالط
واتهمونا بالمغالطة والغش وقالوا أننا في الذهاب كنت ألف من قبل أن أصل إلى نهاية الشارع وأننا كنت أسوق السيكل بيدي الإثنتين وبكل قوتي وهم يسوقوا بيد واحدة ..
والمهم راحوا يطربقوا ويصيحوا ويصخبوا ويختلقوا لهم أعذار ويعلنوا أنفسهم فائزين ويقنعوا الحكم بأنهم سبقونا وهزمونا وهو صدقهم وأصدر حكما لصالحهم وحَكَم بفوزهم علي وأعلنهم فائزين..
وبعد أن أصدر الحَكَم حكمه تفاجأت أنهم كلهم من خولان والمفاجأة الثانية ..
هو أن الحكم – محمد اللوزي- أب عبدالرحمن وأب غسان الشيطان ..
وعندها لذت بالصمت وقلت لنفسي :
- طالما الحكم أبوهم والمتسابق الثالث من البلاد فلابد مايحكم لصالحهم وليس لصالحي.
وكان الرهان في حال فوزهم علي هو أن أشتري لهم الثلاثة واحد ببسي عائلي ..
لكنهم قلبوا وقالوا مابلا ببس عائلي لكل واحد منهم
وقلت مش مشكلة واشتريت لهم الثلاثة لكن الموجع هو أنهم بعد عودتهم للحارة .. - والكلام بين القوسين للحَكَم محمد اللوزي :
(دخلوا الحارة و هم يهتفو و يصيحو:
سبقنا الرازحي، هزمنا الرازحي، خبّقنا الرازحي)
وسألته : مامعنى خبَّقنا؟
قال :”والله ما انا عارف أيش معناها هذا مصطلح جديد أول مره أسمعه منهم”







