- نادر الشرفي
أذكر مرة -في صبايَ- ذهبتُ لصلاة الجمعة، وفي المسجد، تقدَّم أحدهم حاملًا بين يديه مجموعة من كُتَيِّبات “حصن المسلم”، ثم بدأ بتوزيعها على الحاضرين.
شدَّني حجم الكُتَيِّب الصغير ولونه الأحمر، والذي فهمته بأنه دلالة على خطر قادم يهدد هذا الدين، وبقيتُ أراقب الرجل بانتظار دوري في الحصول على الكُتَيِّب، وعندما وصل إليَّ؛ رمقني بنظرة وضحك قائلًا: “أنت مابش لك، عادك صغير”.، ثم تابع يوزع للبقية.
عدت إلي المنزل حينها وأنا أشعر بغصة، لأنهم رموني خارج حصنهم الأحمر اللمَّاع.
ومن هناك بدأ مشواري في القراءة والإطلاع، المشوار الذي أوصلني إلى قناعة مقدسة، تؤكد بأنْ ليس في الحياة حصنٌ منيع للإنسان إلا حصن العقل، ومن تحصن بغير عقله فهو في عراء، تتقاذفه ريح الجماعات وتتحكم بتسييره.