- ضياف البراق
مع أنك بعيدة عن أصابعي،
بكاؤك لا ينفك عني،
لا تيأسي،
أعرف أنك تقرفين من الوعظ
لكنك ستفرحين عندما ينشف الوحل
الذي يغمر طريقكِ
أنا أيضا سأفرح بك
وأغرق معكِ
وأراقصكِ على شفير الكارثة
هذه الحرب قد طالت بنا كثيرًا
لكنها حتما سوف تنتهي
خذي المعاني من جراحي
لكن ليس الآن
ولا بعد قليل
الفرح الذي يولد من نخاع اليأس
سيطرق بابك بعد مسافة قصيرة
خطواتك المُرتعِشة
لا تزال ترسم الفرح في قلبي
وصوتك الرقيق ينتشلني من حالة
القلق المصحوب بالنعاس..
الفرح قادم إليك
من وراء متاهاتي الصاخبة
على هذه الجبال أن تنحني أمامكِ
عندما أنحني عليكِ
وأرسم قُبلةً عميقة بين عينيك
لا تقفي خاويةً فوق نبضي الخافِق
فهذا الليل لا يخلو من نور الصباح
الفرح آتٍ
لا يعنيك الفرح قبل العناق
أنا أعلم أنك راقصة جيّدة
وتتقنين لعبة الاختباء بين جدران القصائد
أو بين أنفاس الكلمات
أنتِ لا تحتاجين أكثرَ من الذوبان
في فنجان قهوتي الهائجة
لا بأس يا حبيبتي
سأمنحكِ كل الفناجين الممتلئة
بالعذاب اللذيذ
وأمنحك انعطافات عديدة
وألواني الجديدة
ارقصي فوق قفصي الصدري
احترقي في عروقي
كفراشة الجنون
المطر ينهمر على الشوارع
والمسافات تذوب
وتلك الأشياء المشتركة بيني وبينك
تشبه الفرح أحيانًا
لا تبحثي عن الضوء في حقيبة الدمار
النسيان سيساعدك على احتمال
مزاجية الغد
لن يطول هذا البكاء نعم
مسمارك الأخير، دقّيه في رأسي
الأفضل أن تغرسيه على حائط قلبي
ثم علّقي عليه
ما تساقط من عمري
وأحلامكِ
وعلقي هذا الوطن الساقط، إن لم يُمانِع
هيا نفرح بطريقة ما
ونترك التاريخ مُعلّقًا على ذلك المسمار
قولي “نعم” في وجهي الغائب
قولي “لا” في وجه أعدائي
وقطّاع الطرُق
قولي أيَّ شيء، قبل أن ينقطع هذا المطر
قولي كلَّ شيءٍ دفعةً واحدة
وعانقي رغباتي الباردة
وأشواقي المبعثرة على جميع الجهات..
سأحبك بلا فرح
وأعجنك بخمر الغواية
ونار الأغاني..
فقط لا تيأسي.