- نبيل الشرعبي
وتحرث الذكرى فؤادي، فيشرق قلبك أخضر، وطيفك شاهر حبه، عطره، نوره.. وتطل روحك من نافذة الغمام: زاد للغريب، وضوء للمسافر في الدروب.. يا روحك الوجد فاضت بالندى قمر.. ستائر الدار ما زالت تضج بدفء شذاك.. والشجيرات في البستان تسأل: متى تعود ترتب الأزهار ضحى..؟..
قالوا رحلت.. وأرتد الصدى وجع.. والملح في الدمع شاخَ.. وشاخت مقلة البوح ضحى.. يا روحك النور.. ها أنا ذا: روحي أصابها الجدب دهرا.. أقام فيها هزيم اليتم وما ارتحلا.. يا روحك الخضراء لك السلام وجنة الخلد دار لك لا تشيخ ولا تبلى..
قالوا رحلت.. لروحك السلام والرحمة والخلود.. أما أنا فطفل الحزن يكبر كل يوم في رئتي.. وعلى مشارف العام الثالث من رحيلك نحو دار الخلد.. ها هو طفل الحزن في كبدي يهذي ويردد: يا هذا المدى وجهك أسود وطعمك علقم وأنا الغريب أطرق نافذة الزمان، فتفر مني الأمنيات
ويحط في قلبي هزيم الليل..
لروحك السلام والرحمة يا دكتور محمد الزوبه.. السلام عليك ونحن نعيش ذكرى رحيلك الثالثة نحو دار الخلود والفردوس الأعلى.. لروحك السلام والرحمة والخلود..
كما هو السلام والرحمة والخلود لروحك يا أبي في ذكرى رحيلك الثانية نحو الفردوس الأعلى والتي ستحل في الأول من شهر محرم 1444..
ختاما وأنا أعيش وجع هاتين الذكريتيين الفاجعتين، استعير هاتين البيتين الشعريين للشاعر محمد عبدالباري:
الذاهبون أهلة وغماما
تركوا شبابيك البيوت يتاما
رحلوا ولم يجد الفراغ خلاصه
أبدا ولم تلد الجبال خزاما..