- عبدالرحمن بجاش
لأنني لم أستأذنه، فقد أخفيت اسمه، وهو أحد الكفاءات التي كان يشار إليها بالبنان، لكن لوبي الفساد أصر على أن يذهب به إلى بيته، لأنه لم يجاريهم في فسادهم..
هذه رسالته تعليقا على ن والقلم ليوم أمس “ماذا ستفعل لو
اقرؤوها واستوعبوها إن أردتم.. صاحبها: فكري عبد الواحد الأغبري
“يا صاحبي..
عندما يموتون غرباء
في رحلة محمد عبد الولي.. كان يعرف في أي بلد يموتون غرباء..
لكنه ليس أسوأ من أن يموت الواحد منا غريب عن نفسه وداخل وطنه..
يتخبط في شتات وبعاد عن كل شئ كان يربطه بالحياة من أجلهم وأسوأ حصار ياصاحبي ليس حصار القريب والبعيد جغرافيا أو طريق أو مطار او ميناء.. بل حصار النفس الذي صنعناه بأيدينا ..
لم نعد نحن الغرباء ..
بل الوطن أصبح غريب فينا فنحن سنموت غرباء داخل الوطن كما نحن أموات الأن داخل أنفسنا..
ليتذكر كلاً منا الآخر إذا وصلت رحلته إلى نهايتها وغادر غريباً بلا نفس وبلا وطن
تعبنا والله تعبنا ..
لم تسعنا جغرافيتنا ولا حالتنا ولا حالنا ولا حتى مصائبنا..
صدقني يا صديق عندك أصبح كل شئ غريب والحاجة للعيش في أدنى مستوى لتعيش بكرامة معدوم وهنا وإن كتب لك تعيش فإنك تعيش فاقداً لنفسك لا تدري أية غربة تعيشها مسلوب الارادة و حتى عزيز قوماً لا قيمة لها ..
فقد أصبحت الأزهار تنبت للأسفل وجذورها وتربتها هي الظاهرة على السطح فإنها ترتوي من أعلى ولا تسقى لجوفها للأسفل
فقد تعبنا يا صديقي
لم نعد نحزن على من يرحلون بل نحسدهم لأنهم رحلوا وملينا الانتظار”.