كشفت دراسة دراسة طبية شملت عينة من الأشخاص، أن أولئك الذين ينظرون إلى الحياة من منظور إيجابي، يتمتعون بصحة أفضل وأقل عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأشارت الدراسة إلى أنه كلما كان الشخص أكثر إيجابية، كان أكثر قدرة على حماية نفسه من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، مضيفا: “كلما كان الشخص متشائما، كلما كانت النتيجة أسوأ”.
وهذه ليست هي المرة الأولى التي ترتبط فيها دراسة التفاؤل بالمنافع الصحية، إذ وجدت دراسات سابقة أن المتفائلين يتعرضون بشكل أقل من غيرهم لأمراض القلب والوفاة المبكرة..
لكن الدراسة الجديدة، التي أجراها باحثون من جامعة بوسطن في الولايات المتحدة، تميل إلى أن التفاؤل يمكن أن يلعب أيضا دورا في إطالة حياة أصحابه..
وقالت لوينا لي، المؤلفة الرئيسية للدراسة في كلية الطب بجامعة بوسطن.. إن نتائج الدراسة تشير إلى احتمال مثير يتعلق بقدرتنا على تعزيز الصحة من خلال ممارسات نفسية واجتماعية إيجابية ، مثل التفاؤل.
وحلل القائمون على الدراسة بيانات من مشروعين بحثيين طويلين سابقين ، أحدهما شمل مجموعة من الممرضات والآخر ركز على عدد من الرجال، وذلك منذ عام 1986 مرورا بعام 2004 وصولا إلى 2014 .
وقسم الفريق حوالي 70 امرأة شملتهم الدراسة إلى 4 مجموعات متساوية في العدد ، بناء على نتائجهم للتفاؤل ، ثم قارنوا عمر أكثرهم تفاؤلا مع الأقل تفاؤلا ، مع مراعاة عوامل مثل الجنس والعرق والتعليم والظروف الصحية والنفسية..
وأظهرت النتائج أن أكثر المجموعات تفاؤلا من النساء كان عمرهن أطول بنسبة 15 بالمئة، في حين وجدت أن 11 بالمئة من الرجال الأكثر إيجابية كان لديهم عمر أطول .
يشار إلى أن التفاؤل لا يحمي القلب فقط، إذ كشفت دراسات عديدة وجود صلة مباشرة بينه وبين الحصول على جسد صحي، إذ يكون نظام مناعة أقوى ، ووظائف رئة أفضل ..
مع ذلك، كل من ينظرون إلى العالم بنظرة تشاؤمية، لا يعني أنهم غير قادرين على تغيير نظرتهم، إذ أكد خبراء أنه بالإمكان تغيير الأفكار بصورة تدريجية، من خلال مجموعة من الخطوات، أولها الخضوع لأحد الاختبارات المنتشرة على الإنترنت لتحديد ما إذا كان الشخص متفائلا أم متشائم، ودرجة كل منهما لديه.
أما الخطوة الأهم فهي المواظبة على ممارسة التأمل لمدة 30 دقيقة يوميا لمدة لا تقل عن أسبوعين.