- كتب: عبدالرحمن الربيعي
الفقر والبطالة يخيمان في شوارع صنعاء، ويدفعان تهاني “35 سنة” باللجوء إلى ظاهرة التسول والبحث عن بقايا الطعام المتبقي على طاولات المطاعم والأسواق، بكل حسرة تقول لـ “بيس هورايزونس” إنها لا تملك شيئاً في المنزل وليس لها ولعائلتها أي مصدر دخل وهذا ما دفعها إلى التسول كي تعيل إبناءها الأربعة بعد أن أصبحوا دون معيل منذ بداية عام 2016، حيث رفض الأهل مد يد العون والمساعدة لهم مما جعل التسول هو الحل الوحيد لإطعام أبنائها الصغار.
لم تتجاوز ابنتها الأكبر عامها الحادي عشر فمن الصعب عليها أن تحصل على عمل بسهولة. تطوف تهاني الشوارع والجولات وتظل قابعه عند بوابات المطاعم بصنعاء الخاضعة لسيطرة أنصار الله “الحوثيين” تارة تبيع المناديل وتارة تبيع الحلوى وباقي الوقت تتسول في الأرصفة بحثا عما تسد به رمقها، تهاني لم تكمل مشوارها التعليمي، أي لا تستطيع الكتابة والقراءة، وهذا كان العائق أمامها في عدم حصولها على العمل، بالإضافة إلى قلة توفر فرص العمل، ولا يخفى على أحد أن اليمن تعاني من ظاهرة عدم المساواة بين الجنسين بالتعليم حيث وضع الفتيات في الأرياف صعب ويحتاج لمراعاة، فلا يمكن لفتاة الريف أن تتحمل الواجبات المدرسية المكثفة والذهاب اليومي للمدرسة وقضاء ساعات طويلة على مقاعد المدرسة.
الفقر وليد الحرب:
ظاهرة التسول ليست ظاهرة وليده، لكنها أنتشرت بكثرة في سنوات الحرب منذ عام 2014 إلى عامنا الحالي 2022 ، سبع سنوات عجاف جعلت التسول ظاهرة مجتمعية للعيش.
تشير تهاني لـ “بيس هورايزونس” أنها تحرص على صرف نصف ماتحصل عليه لتعليم أولادها والحفاظ على مستقبلهم التعليمي، وتجنيبهم الوقوع في مأزق الفقر واللجوء إلى ظاهرة التسول، فهي لا ترغب بأن يمروا بما مرت به ، من وضع مزري دفعها للممارسة التسول.
تشكو تهاني وغيرها من النسوة اللاتي دفعتهن الحاجة إلى الشارع من مضايقات ومعاملات غير أخلاقية، وتندرج تحت مسمى “التحرش” الجسدي واللفضي ، حيث تقضي “تهاني ” المكوث بالشارع إلى ساعة متأخرة من الليل لتجمع المبلغ المالي المستطاع عليه، لكنها ورغم كل المضايقات التي تتعرض لها تواصل المغامرة بشكل يومي لتعيش هي وأولادها الاربعة.
في تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة في أواخر 2019 ، ذكر بأن اليمن ستكون الأفقر في العالم في حال أستمرار الحرب و أوضح أنه منذ 2014 ، تسببت الحرب بزيادة الفقر من 47% من السكان إلى 75% ، وبحسب التوقعات مع حلول نهاية عام 2019.
وأضاف أنه في حال استمرار الحرب حتى سنة 2022 ، ستصنف اليمن كأفقر بلد في العالم ، فيما لو استمر النزاع إلى العام 2030 ، سيعيش 78% من اليمنين في فقر مدقع، وسيعاني 95% من سواء التغذية و 84% من الاطفال سيعانون من التقزم ، كما أن اليمن سيكون غير قادر على تحقيق أي هدف من أهداف التنمية المستديمة، التي في طليعتها الحد من الفقر.
رأي:
الجميع معرضً للبطالة للفقر والتسول آخر الحلول المنطقية، وتشجيع هذه الظاهرة أمر سلبي من اتجاهات كثيرة ، الهدف من هذه المادة نقل معانات الأسر الفقير اللواتي وصل بهن الحال إلى التسول..
ظاهرة التسول من الظواهر التي يحدث فيها أبشع أنواع الاستغلال للنساء والاطفال، من قبل جماعات متوحشة لا تعرف معنى الرحمة ولا تحمل في قلوبهم شيء سواء الوحشية والاجرام، يجب التنبه لهذه الوحشية وتسليط الضوء عليها قبل تفشيها !