- كتب: أحمد السلامي
من بيوت الصفيح في أفقر أحياء برازافيل في كينشاسا عاصمة الكونغو، يخرج الرجال المتأنقون ليبهروا الناس بأناقتهم المفرطة، وهم يتجولون في شوارع ترابية تعبرها الأغنام وتنتشر فيها المخلفات، في تناقض صارخ، كان محور اشتغال عدسة المصور العالمي طارق زيدي.
بدأت قصة المتأنقين الفقراء في عاصمة الكونغو، مع ارتداء الأزياء الفاخرة منذ عودة جنود الكونغو من الحرب العالمية الثانية بالأزياء الفرنسية غالية الثمن، ومع الوقت تأسست “جمعية السادة الأنيقين” الذين يضحون بالمال من أجل شراء الأحذية والملابس الغالية من ماركات عالمية شهيرة.
لدى هؤلاء العارضين القدرة على خلق البهجة من حولهم، وصناعة هالة فريدة لشخصياتهم تتناسب مع ما يرتدونه من ماركات عالمية، وإن كانت لا تتسق بيئة الفقر الذي يحيط بهم.
ومعظم هواة الأزياء الباهظة في الكونغو لديهم وظائف ومهن بسيطة لا تدر دخلا عاليا، مثل قيادة سيارات الأجرة والخياطة والعمل في البساتين، وعندما تحين ساعة الخروج للاستعراض بالأزياء، ينطلقون من بيوتهم الفقيرة لعرض ما لديهم من بدلات وإكسسوارات مصاحبة لها، ويستمتعون بلفت أنظار الناس إليهم.
تبرز الصور أناقة العارضين وهوسهم باقتناء وارتداء الملابس والأحذية الغالية، ويضيفون إليها النظارات الغالية وربطات العنق والحقائب والساعات الفاخرة.
بدأ طارق زيدي تصوير هذه المجموعة في عام 2017، كجزء من مشروع تصوير ظهر في كتاب له في سبتمبر 2020، بعنوان “Sapeurs: سيداتي سادتي”، الذي اختير كأفضل كتب الموضة لعام 2020″، وحصل المصور على العديد من الجوائز الدولية، وعرضت أعماله افي أكثر من 80 معرضًا دوليًا، من بينها المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر” في إمارة الشارقة، وعمل في مشاريع ومهام في 21 دولة عبر 4 قارات.
- الصور من صفحة الفنان طارق زيدي على فيس بوك