- ريان الشيباني
وأنتِ تنتظرين
تحدقينِ في متاع مسافرين لا يؤمل عودتهم
في محطة ربض الوسن على مقاعدها طويلاً
تحادثين أكواباً نسي الناس عليها شفاههم
تتوسلين ريحاً جذلة وسقف توتياء راقص
من غيرها الأطباق البلاستيكية، بطعامها المُخن
ستأتيك حكاية الشغف المتواصل بالحياة
لكنها –أيضاُ- المدن المتقهقرة والمؤثثة بالخذلان
تلك السترة المعلقة على العارضة الخشبية
وصاحبها، الذي أدركه داء العجلة؛ فنساها
وأشياء كثيرة مسكونة بأشباح بلداننا المحطمة
ورحالة تائهون
وأنت تنتظرين
ثم يأتي الليل بطابور من العاطلين
بمعاول صدئة
ورؤوس محنية مثل حقول “التوليب”
ومع أنهم متعبون،
تسمعين مع الخطى الوئيدة
طنينا آسراً لعملات معدنية،
وأغان، بعثرها أثير هذا الغروب الكابي:
نحن أشقاء الأشجار الطويلة
أصدقاء كراتين البيض
ومعاطف الخيش النازفة، والمبتلة بأمطار مجنونة
المنازل التي لا يركض أطفالها
نحن الحالمون برغيف خبز، وخراطة شاي
نشمخ برؤوسنا، بكل ما لدينا
من جوع
وقهر
وشغف بالشتيمة
لنبصق في وجهه؛ من زمن قبيح.