- نبيل الشرعبي
ستفشل بالكتابة للتعبير على جوهر هذا الحب الذي يتجذر في كيانك.. ستغدو كمن يحاول سحب شجرة سدر عملاقة تختبئ في بذرة صغيرة جدا..
إن استطعت التعبير عن حالة تسميها حب، ففي الحقيقة لم يكن ذاك حبا بل غراما.. أما في الحب فلا يمكنك التعبير أو الحديث عنه.. فهو كالروح تماما.. الجميع يحمل هذه الروح ويتحدث عن عذابه الروحي وتوصيفات كثيرة.. لكن الكل يجهل ماهية هذه الروح.. وكيف هي وما طبيعتها و…. وعلى النقيض الجميع يعرف أن الروح حين تغادر المخلوق فإن حياته تفنى.. وكذلك الحب..
أعني هنا الحب الذي ضاق به الكون وأتسع له قلب المحب فقط.. أما الحب الذي علمونا إياه وحدثونا عنه، فهو رذيلة يستوجب التخلص منها، إذ جعلوه بوابة للولوج إلى عالم الغرائز.. وصار مفهومه أن الرجل لا يحب أنثى إلا ليتملكها وليحقق معها رغباته والعكس..
أيضا في هذه الرذيلة أي الحب الذي حدثونا عنه، اصبح من المعيب أن تقول لـ أمك حبيبتي، وفي المقابل طبيعي جدا أن تقول لـ قطة.. أوووه تعالي يا حبيبتي.
.
فيما في الحب الذي ضاق به الكون وأتسع له قلب المحب، فيقول الله تعالى لموسى عليه ” وألقيت عليك محبة مني”، وهذا يؤكد أن الحب كما الروح تماما.. الروح التي بثها الله في آدم عليه السلام، وقال عنها ” فإذا سويته ونفخت فيه من روحي”.. ولذلك كيف يمكن لك أن تكتب عن حب قد تمتلئ به ولا تدرك ماهيته، كما الروح تماما..
فيا من ألقيت عليكم محبة مني، اعتذر لعجزي على الكتابة عنكم، رغم أن قلبي يمتلئ بحبكم ولا استطع نزعه وتحويله أحرف وكلمات..