- نبيل الشرعبي
الأسوٱ من الانتهازيين، هو صنف من البشر، هدفهم ووظيفتهم في الحياة، تكريس ضرورة أن يفكر الآخرون كما يفكرون، وأن يعيشوا مثلما يعيش هذا الصنف، وتسفيه كل من لا ينصاع لهم.
في نظرهم تصبح تافه ومنحط وبلا قيم وبلا مشاعر، إن مرحت لبرهة دون إذن منهم، وجريمة لا تغتفر إن نظرت وتحسست نوافذ الضوء في روحك وفيما حولك..
فعلا.. لا أحد ينكر سوداوية الواقع المحيط بنا، في المقابل على كل أحد منا أن يبعث الأمل من ركام الدمار… فالبشر تتكلس أرواحهم إن تقوقعت في دائرة ظلام مغلقة، وتشيخ ٱمالهم إن اكتفوا بالتوقف على نزيف الجرح، دون أن ينشدوا عافية تلي ذاك الجرح.. فكم هو عظيم أن تداوي قلبك من جروح غائرة في ثناياه بالحب والامل وتقاسم النور..
شمس الصوفية، شمس التبريزي لروحه السلام، يقول ويأتي فرح كانك لم تعش قبله لحظة حزن..
فلماذا الاكتفاء بالتوقف على طلل البؤس.. أليس الأحب أن تتخذ من البؤس أرضية صلبة تقف عليها لتنشد الامل والخير والحب، وتحفز الأخرين للخروج من بوتقة النحيب إلى فضاء النور.. فأن تحفز من حولك على الابتسامة مهما كانت الأوجاع، أعظم من أن تعمل على ابقاءهم في حفر الالم..
أن تعزز روح الانتصار على الوجع أواسط المطحونيين والمسحوقين والبؤساء، فإنك تهيئهم ليصبحوا أقوياء، وتسحبهم من دائرة العجز والعقم الروحي إلى فضاء العمل والسعادة..
وظيفة الإنسان السوي يا ذاك الصنف من البشر- الأسوأ من الانتهازيين، ليس تعليب من حولنا وحصر حياتهم فيما ترونه أنتم فقط، بل وظيفة الإنسان السوي هي إحياء الأرواح المنهزمة، وترميم القلوب التي كادت تتهدم، وبث عبق الضوء في مقل المتعثرين على خرائط اليأس.. فإن كانت أرواحكم غرقت في عوالم الظلام، فذاك شأنكم،
أما نحن فلا نشبهكم في سوداويتكم، لنقبل تفصيل الحياة وفق ما تكروسونه من أطر تناسب عوالم الظلام المتكدس في أفئدتكم..