- ضياف البراق
في رأسي امرأة غريبة
تضع كل شيء على الطاولة
ولا تغادر.
في رأسي حربٌ كبيرة لم يشعلها أحد
حرب لم أجد فيها وجهًا واحدًا يشبه وجهي
لكن نارها لا تتوقف،
وأصواتها لا تذهب إلى الخارج.
في هذا الرأس الثقيل.. الطائش.. الملعون مثلي،
في هذا الرأس الوحيد جدًّا
كراسي قديمة تريد الجلوس من فرط التعب..
تريد أن تتكلم قليلًا مع الهواء
لكن الوقت يقطع عليها حتى هذه الرغبة الصغيرة
بين أصابعي نساء كثيرات
ولا أستطيع الوصول إلى أية واحدة
في جراحي حدائق تنمو على نحو بطيء
وأطفال يطرقون أبوابها كل صباح..
وأحيانًا يأتون في المساء
ويطرقونها بحماس مزعج..
وعذاب.. وأسئلة كبيرة
وهم يمسحون دموعهم بقمصانهم الممزَّقة
وعندما أفتح لهم
لا أجدهم
ولا أجد المكان الذي يختفون فيه
أطفال لم يولدوا بعد
أنا أحدهم،
وأكبرهم سنًّا، وضياعًا.