- طاهر شمسان
تنتمي توكل كرمان إلى القلائل من أصحاب الإرادات الصلبة في هذا البلد الذين يمتلكون القدرة على تحدي الواقع الراكد وتجاوزه إلى آفاق جديدة، وهذا لأنها شخصية على قدر لافت من الاستقلالية والحرية والحيوية الفكرية التي تجعلها في حالة مراجعة دائمة لقناعاتها.
أما من حيث الشجاعة فلا أحد يستطيع أن يزايد على هذه السيدة التي طالما رأيناها في حالة مواجهة مباشرة مع الظلم والاستبداد ورموزهما بعيدا عن حسابات الربح والخسارة الأمر الذي جعل منها مصدر الهام لكثيرين في مجتمعها اليمني وفي العالم.
وتؤكد الإساءات التي تتعرض لها كرمان مؤخرا من بلاطجة في وسائل التواصل الاجتماعي أنها غدت شخصية مؤثرة ومدركة لمسئولياتها تجاه مجتمعها، وأنها في ظل الحضور الأممي المائز الذي تحقق لها بعد نوبل لم تركن أبدا إلى لراحة والدعة، ولم تفقد شيئا من أصالتها وتحيزها المبكر لأوجاع الناس ولحقوقهم، الأمر الذي يوجب على حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي تنتمي إليه أن يكون أول المقدرين والشاكرين لهذه السيدة وأول من يتصدى لمحاولات الإساءة إليها خاصة وأن هذه الإساءات تأتي من أناس محسوبين عليه تنظيميا أو يشاطرونه الأيديولوجيا نفسها، وسيكون هذا من باب الامتنان لإنسانة خدمت حزبها وساهمت في تحسين صورته يمنيا وخارجيا.
لا تنتمي توكل كرمان إلى جنس الملائكة وإنما إلى جنس البشر، وهي بهذا المعنى ليست فوق النقد. لكن من يتصدى للنقد يجب ألا يتعدى المسافة الواقعة بين القول وبين صاحب القول، وأن يوجه نقده لِما قيل وليس لمن قال وإلا وقع في الشخصنة وفي البذاءات، وهذا ما لاحظناه فعلا في تطبيق اليوتيوب من أناس صدروا أنفسهم حماة للدين بينما هم في الحقيقة ليسوا أكثر من بلاطجة باحثين عن اعجابات غير منتبهين أنهم بهذا إنما يتطفلون على شهرة توكل.
أما أن توكل لم تفعل شيئا تستحق عليه جائزة نوبل فهذا قول يكذبه آلاف الفاسدين ممن يرونها سببا لنكستهم وخسارة المصالح التي كانت لهم في ظل سلطة علي عفاش ومازالوا إلى اليوم يشيطنونها بكل خسة ويحملونها تبعات ما يحدث.
أخيرا أود أن ألفت انتباه البلاطجة-وهم يعرفون أنفسهم جيدا-أن تطبيق اليوتيوب يحتوي على مئات القنوات التي تزدري الأديان وتروج للإلحاد وعليهم إن كانوا فعلا غيورين على الدين أن يقيموا الحجة تلو الحجة على أطروحات هذه القنوات وأن يكفوا عن النباح أمام قافلة توكل.