- كتب: محمود ياسين
ما الذي قد يفعله بهذه الصفة ولم يكن ليقدم عليه بصفة ولي عهد أبو ظبي؟
كل الذي قرأناه في مسرحيات شكسبير وسرديات تاريخ عائلات أوروبا الحاكمة قبل الثورة الفرنسية من مؤامرات ودسائس واستبعاد الأخ الأصغر للأكبر عبر دفعه للذهان والمنفى النفسي، الغدر بالآباء المؤسسين وإحالتهم للخرف وماشابه، كلها مشاهد معادة في كل بلاط خليجي باستثناء الكويت ربما، ذلك انها التجربة القلقة خليجيا وعلى مسافة مع بقية النماذج الاقرب لنسخة واحدة من بلاط محكوم بالضغينة وطموحات ونزق الفتيان الأمراء الصاعدين.
بن زايد مزيج من أمير ومدير تسويق ليبرالي وفقا للتنشئة وكأنه تربى في دائرة استخبارات غربية، حتى أنه يعرف مايريدون ويبدي استعدادا دائما لتلبية تلك التوقعات، وهو يقدم نفسه شرطي الغرب في الخليج، الساهر على مصالحهم والجاهز لتجسيد فكرة الحليف التابع الأكثر مثالية، وهو قد خلص لكونهم مطمئنين لأدائه وعلى قدر من الثقة حد تزكية بن سلمان في رسالة قال فيها: يمكنكم الثقة به ،إنه يشبهني.
وكان قبلها قد بادل الأمريكيين شكلا من النميمة والتهكم من البلاط السعودي ومن الملك عبد الله تحديدا وهو يردد : إنه محاط بمجموعة مستشارين يعتقدون ان الأرض مسطحة.
بن زايد شريك بريطانيا المكتمل والجاهز دون عناء وطلب تفسيرات، محل الثقة حد اشراك الإماراتيين في عمليات الناتو ضمن القوات البريطانية في البلقان، شكل من التأهيل وتأكيد مستوى العلاقة وقد نقلها بن زايد بعد رحيل أبيه إلى المستوى التالي، تمثيل مصالح بريطانيا والغرب وتبني طريقة تفكيرهم بشأن الإسلام الرايدكالي معتقدا انها طريقة تفكيره.
هذا الرجل شرير وخطر ومبعث تهديد للمنطقة ، باستعداده اللامتناهي للقيام بكل المهام ،وبطموحاته وافتقاره للضمير اثناء تحقيق هذه الطموحات، مستفيدا حتى من غياب الكبار بعد انهيار الجمهوريات العسكرية وبكونه الأكثر جاهزية من بقية أمراء الخليج للاندفاع ببراجماتية السوق والسياسة معا حد التصالح المعلن مع إسرائيل وقد تخفف من حرج البدوي فقد نجح في دفن بداوته بحالة انتشاء وزهو.
منحوه تعريف ” اسبرطة الشرق الاوسط ” عسكريا وبشكل معلن مضافا إليها مهمة ملقاه على عاتق الأمير الليبرالي الوحيد والجاهز لتمثيل الليبرالية العسكرية الاقتصادية بما يكفي لسوق مشتركة مع إسرائيل ، يقدم نفسه على انه متحرر ولكن من عداء إسرائيل والكاره في ذات الوقت للإسلاميبن ، الليبرالي المتحرر من قيود العائلة وإرث البداوة أثناء ما يحكم بلاده بالشرطة السرية وقمع أي صوت معارض حد زجك في السجن بسبب تغريدة.
زمن مهجن يمثله بن زايد ، زمن محكوم بأمراء تم استنساخهم جسديا من مشائخ نفطيين راحلين ولكن بأدمغة محملة ببرامج صممت وفقا لاحتياجات العولمة والاقتصاد الرقمي ،قيادات بذاكرة جديدة ،روبوت يتهدد المحيط ويدير السوق المشتركة ولا يغفل في ذات الوقت نبش رمال الصحراء بحثا عن أدلة مدسوسة تمنحه ماض عريق .
مرحبا بكم في الشرق الأوسط الجديد .