- فارس العلي
إلى اليساري العظيم: محمد عبدالوهاب القاضي
ليس اليسار وحده من يحمل الينا توردات اللحظة ،
حينما يصعدون النجاه ببهجة البسطاء
ادغم حزنة..
مرت في رؤوسنا المختنقة كي ينعش بنا إنسانًا
بساطة العشق في آخر اسرابه الوطنية
بفجأة الذي لا يرتد طرفه الا ليُمهر الشيوعية ببذخ تماسات الحدود وهابا ..
بلورتارية ﻻتينية بموازاة جيفارية ..
كا المتساقط من مُزن الأعراق
الإنسان الذي فقدته الأممية..
اغنية الثواني، بزمن تواريخه لا تموت ،
لا يغتال موسيقاه الرحيل
أجنحة مدى الجود و صمت الحنين
فكرت.. كيف تنجبنا المسافات عندما تقتصر الأزمنة على الراحلين ..؟
عرفته كثيرا في جلسه واحده ،
وهاب مواجيد الحب اللدنة ،
دندنات الاسلاف ورقصة الحرية
شيوعي الإحساس بأقاصي سردية
حكاية البساطة
يقين الصوفي بعدالة وتكافؤ فرص الخلاص
حديقة ورد ،
قيمة مضافة لأثر ماركس بقناعاته هو :
محمد القاضي سيرورية لخطى شيوعي جاء لا ليشرح مثالية الأيديولوجيا..
بل ، لانتشال اليسارية من افخاخ الهامشية
رجل بذاكرة يوميات عطرة تؤكسج فضاء الاختناق
لم أرى شبابية بهذا الجلاء ..
وجدته حيويته كما قال اوشو أن ” العمر احساس ”
شخصية بذاتها تجاوزت وجل اسئلة العمر بمزيد التصابي الفريد ..
هاتوا لي شخصية يسارية تمقرطت يومياتها بأمان وجدان الشباب
حنو أب اصقل لمعة القيم في دروب رفاق و امهرهم بطلاقة الحرية..
بداية وَله لأغنية حياة خلفها رحيله ..
اصيل غاسق كذهب الغروب
ندى صباحات الأمل في شتاء مدن جريحة
عبدالوهاب ..
و فضح لإغتراب الأجوبة الشجاعة
قربان يسار تُرك و امثاله الأفذاذ للأسئلة الغير شائعة …
اسئلة اختناق الوطن و ركود المَواطِن التائهة ،
ااااه لو تعلمون مرارة الاسئلة ،
شوك الحناجر المتعثرة بالمسيرة ..
او شراع غرق في محيط الشرعية ؟
اسئلة متلعثمة اثقلت شفايف المدى الحميم في نظراته الجريحة
جفونه ساهدة نَشفت المقل،
ﻻ مطر في خسارات اجمل الراحلين
نبدوا عاطلين عن الحياة و الحب
مال الأمكنة تفارق البهجة؟
لما تستعجل لحظاتنا الأحزان و تزهر تأملاتنا الوجع؟
للحظة كانت الأجوبة بصدق الكلمات، حينما اقترب هامسا في إذني بفيض الحنين تارة، و وجع البلاد المفداة و الكسيرة تارة أخرى
جال في مخيالي ببعض تساؤلات
اطمئن و ابتسم ..
سرد حكاية جميلة من زمان الحب، ذكريات العشق
كنت بجانبه لخمس ساعات فقط لكن روحه – وهو الذي يفكر في غيره ، في الآخرين ، الرفاق ، الوطن- كانت اسمى من العذوبة.
كان في جدار مقيله لوحة تشكيلية تشبه لوحة بيكاسو التكعيبية “وجوه” وفيها قصيدة لدرويش عنوانها :
“فكر بغيرك “
لوحة تشكيلية تفترض حال و على الناظر فك شفرة تعقيدات الآخر فيها..
كشف عوالمه و الاقتراب الحاني منه ،
شيئا من استنطاق النصف الآخر من ذواتنا عندما نغدوا لحظة منابلة تتحدى استيفاء انسانية وجب امتحان ورطتها .
فكر بغيرك ، و استرجع تمخضات المأزقية التي يمنحها البشر قناعا سميك ضمن خطط لعبة الحياة ،
كشف لصلابة فكرة اللون ومعرفة مداه في زاوية رؤية تتواجد في تعرجاتها منظورات التجربة .
مواقعة ناضجة لقصديات العبارة المعنونة مع ما تتضمنه حركة تشاكلات حافة الفكرة في اللوحة .
عادة ما تكون صورة المشاعر سريالية غالبة على لبن الإنطباعية الجميل
حين ﻻ تذهب بعيدا عن متناول التأويل لكنها تتحفنا بمستوى أول من الدهشة.
سؤال الفن العميق يجاور هواجس من ما تحيله اللوحة خارج الانطباع ، تتعدى الذات الى الضفة الأخرى من مستقبل أخلاقي ، إذ كل لوحة أسرت بجماليتها العالم لا ثمن لها على الإطلاق رغم عظمة تضحيات خالقها السامي بعبقريته،
و إذ لكل إله عبثه الخاص اثناء اطوار تخلقات الضوء والظل
مراوحة أكثر من فكرة لإيجاد حيرة اللون الخبقي الغاسق بالتضحية المقتضى وجوبها في لوحة هذا النضال اليساري العجيب.
بين الشاهد والشهيد مسافة سميكة من التضحيات ، كلما أراد الحياة ابتسم بجرؤة للمخاطر بإفتداء،
قدرة كبيرة من اصالة الشهم وصدقه بإنزياح وجودي بالغ .
لعبة الإستبعاد الغامضة،
استبطانات لرتوش جروح عميقة ونافذة،
أبواب ﻻ مبالية سوى بفكرة متعة وحيدة ﻻ تقبل بفضاء عيش مشترك متساوي
وينتجها بتفنن اولئك الذين معهم مجتمع ما نصفه بالعوام الأغبياء وباقي توليفات التسطيح و مبدأ الوسائلية في كامل تأنقاتها السيكولوجية
الإنسان الذي فقدته الأممية
كا المتساقط من مُزن الأعراق
محمد عبدالوهاب ..
كيف تنجبنا المسافات عندما تقتصر الأزمنة على الراحلين؟
ديسمبر 2016