- كتب: محمد العزعزي
وافت المنية التربوي احمد سعيد غالب الاديمي صباح يوم الاربعاء الموافق 24/7/2019م في ريف تعز قرية الكهيف اصابح بعد رحلة طويل مع الكتاب والطبشور والسبورة بمدرسة الشهيد عبدالرحمن الغافقي بالأصابح في الشمايتين عن عمر ناهز (56) عاماً ولم يظهر عليه اعراض المرض خلال الآونة الأخيرة من عمره فقد قابلته على عجل قبل الوفاة بيومين في التربة سأل متى نستلم الراتب؟!.
وشكّل خبر الوفاة صدمة كبيرة لدى الزملاء في الوسط التربوي ،حيث نعوه بمرثيات بالغة الحزن على مواقع التواصل الإجتماعي وأعرب العديد من الزملاء والطلبة عن حزنهم الشديد على رحيله الفاجعة ،حيث وصفه البعض بـ”بالاستاذ الساخر والبعض باليساري الغاضب، والمعلم المحبوب فيما دعا آخرون له بالرحمة، ولأولاده شاذي ولؤي وهيثم وشذى وليزا بالصبر والسلوان .
وكان احمد سعيد مناضلا ومبادرا في كل الفعاليات والاحتاجاجات الهادفة للتغيير فهو من أكثر التربويين تمردا على اسلوب التلقين التقليدي في العملية التعليمية في المدرسة وللاحاطة فقد بدأ عمله بالمؤسسة العامة للكهرباء بعد عودته من المانيا ثم التحق بالتربية والتعليم في مدرسة الشهيد عبدالرحمن الغافقي بالشمايتين من خلال تدريس مادة اللغة الانجليزية رغم أن تخصصه اقتصاد في بلد لا يعرف أهمية هذا التخصص وغارق في التضخم وانهيار العملة وتصاعد حدة الغلاء وانتشار دائرة الفقر والبطالة والحرمان .
وفي العام 1990م قرر الهجرة من المدينة الى الريف والعمل في السلك التربوي وخلال( 30) عاما انجب ثلاثة اولاد وبنتين شكل معهم صداقة حميمية من خلال تعامله الراقي معهم وفي العامين الاخيرين احتظن الطفلة ليال وليد ابنة اخيه التي انقذها من الموت المحقق وتناديه (بابا احمد ) واعتبرها مصباح حياته وتعلقت به وأحبته بشكل كبير بعفوية الطفولة وتعلقها به وجدانيا كما انجز في مشوار حياته مسكن متواضع للعائلة بعد رحلة طويلة من التقشف والعمل اليدوي في العطل الرسمية فهذا الزاهد عاش بسيطا مرحا ويقرن الجاد بالسخرية بقلب نظيف لا يحمل الحقد على أحد .
ومع هذا كان للمعلم احمد أدوار مهمّة في العديد من الأعمال النضالية البارزة أمثال المشاركة الثورية الفاعلة منذ انطلاق الاحتجاجات المطلبية عام 2010 م والاشتراك في الاعمال التعاونية والتكافلية مع الزملاء رغم شضف العيش والانخراط في العمل النقابي والخيري وزيارات الاصدقاء والأهل في اماكن تواجدهم وسكنهم.
وعبر حساب الأخ خالد ظافر بالفيس بوك قال فيه:”برحيلك صديقي العزيز تلبس اوجاعنا حزن مقيم اخذت ضحكاتك الساخرة ورحلت..هل نستطيع ياصديقي ان نحمل عنك ذاك الحزن الذي اقام فيك ونظيفه الى احزاننا؟! …رحلت يا صديقي والف غصة تعتريك على هذا الوطن الذي باعوه كي يدافعو عنه ..نم ياصديقي وفي قبرك لا تهتم لهذا الوطن ..لا تهتم لشئ فقط نام كي نغفوا بجانبك رحمة ربي تغشاك اخي الاستاذ احمد سعيد”.
اللهم اغفر لروح صعدت إليك ولم يعد بيننا وبينه الا الدعاء ،اللهم اجعلنا نلقاه في الجنة ضاحكا مُستبشرا واذقه من النعيم ما وعدت به عبادك المؤمنين اللهم اجعل قبره نوراً وسلاماً الى يوم يبعثون.