- كتب: عبدالمجيد التركي
حين يقال “أبو بكر” دون أي لقب، فلا يتبادر الذهن إلا إلى ابن سالم بلفقيه..
لم يكن يحتاج إلى ألقاب ليعرفه الناس أكثر، فالألقاب لا تكون إلا للنكرات.
ولم يكن يحتاج إلى إعلانات عطور مذهلة، وديكورات غرف النوم، والأماااااكن كلها مشتاقة لك، وكأنه يتغزل في عبدالخالق سعيد، أشهر مالكي ماركات العطور، ويكفي أن تقرأ اسم عبدالخالق سعيد دون أي لقب لتعرف أنه من تعز اليمن أيضا.
فنان العرب، لقب مطاطي جدا، يشبه لقب أمير الشعراء، ولأن أبو بكر لم يكن يسكب صوته على بلاط الأمراء، بقي اسمه “أبوبكر سالم بالفقيه” دون أي لقب.
مع أن محمد عبده يمني أيضاً، ومعظم الفنانين الذين تركوا اليمن ليلتحقوا بقطار السعودية الذي كان أسرع من قطار اليمن، وقد أوصلهم هذا القطار، ماديا ومعنويا وانتشارا، لكن الكثير منهم تضرر كثيرا في الجانب الفني والثقافي والمعرفي، لعدم “وعيه بتجربته”.
أبوبكر لديه جواز سعودي، وربما جواز قطري، وربما لديه جنسيات أخرى.. ولبناني أيضا، لكن لا يعني هذا أنه سعودي بالفعل كما روجت له قناة العربية، مغفلة ذكر حضرموت الغنّاء واليمن السعيد التي جاء أبو بكر من ناطحات سحابها، ولم تكن السعودية حينها بهذا التطور والنهضة، وهو يشدو: أمي اليمن، في داخل القلب حبك في الفؤاد استبى، من قبل بلقيس وأروى والعظيمة سبا.. يا كاتب التاريخ.. سجل بكل توضيح.. أنت الأصل والفصل والروح والفن.. من يشبهك من.. يااااا يمن.
لا يجرؤ فنان سعودي أو غير سعودي أن يغني أغنية كهذه، ويقول أمي اليمن، وهو يتوشح العلم اليمني، لأن هذا يعتبر تحرشا حضاريا. ولا يجرؤ أن يجهر بيمنيته في كل المحافل..
حتى عبدالمجيد عبدالله من شهارة اليمن، ومحمد عبده من تهامة اليمن ومع ذلك لا يروقني كفنان إلا في بعض أغانيه القديمة والتي لا ترتبط بتاجر العطور عبدالخالق سعيد، وكذلك عبدالرب إدريس، وآخرون كثيرون. ومن لم يكن يمنيا فقد اعتاش عالة على الفن اليمني.
لست بصدد الدفاع عن يمنية أبو بكر، (لا أحب أن أكتبها “أبي بكر”..).. فأبو بكر حمل اليمن معه في كل جوارحه وكل ألحانه وكل شدوه.. ولا أقصد الانتقاص من الجنسية السعودية.. فالسعودية شعب يحبنا ونحبه، ولكني أحب أن نسمي الأسماء بمسمياتها، بعيدا عن التضليل الإعلامي، فالإعلام لا يرتبط بقول الحقيقة دائما.
…..
عدتُ الى تعديل المنشور من جديد، فأنا لم أتحدث أن “أبوبكر” مات… هل يموت من كان مثله؟