- لطف الصراري
المدينة التي تسكعت في شوارعها وحيدا
أو برفقة الأطفال
والأصدقاء المحبطين من تفشي الحمى
وندرة الماء
أهلكت مئات الأحذية
في تعرجات الأزقة المرصوفة بالأحجار المسننة
والأسفلت الخشن سريع التلف
وتحدثت مع المشردين والمجانين عند الثالثة فجرا
المدينة التي احتضنت خيبات المفلسين
من العصابات والمثقفين ومناهضي مضغ القات
المدينة ذات التلال الكثيرة والحافلات المكتضة بالنساء الشغوفات بالتسوق
بالكهول المنتظرين لحظتهم الأخيرة
بالشبان المتأنقين بسراويل الجينز والأسنان المبقعة
الأسواق والمقاهي الساهرة إلى الفجر
في المدينة التي أدمنت الضجيج وصمت المقابر
تختفي الحياة
وتنصب الحرب خيمة كبيرة
بدأت بثورة ولن تنتهي بلعلعة الرصاص ودوي المدافع
لن تنتهي بإعلان النصر.
فقد ولى الزمن الذي كانت فيه المدن
ترسم خط مصيرها