- كتب: عبدالباري طاهر
يقع الكتاب الضخم في ٦٩٦صفحة قطع متوسط.
الكتاب المهم دراسة علمية للعلاقة اليمنية- السوفيتية، منذ ١٩٢٨ ، وحتى العام ١٩٨٦. يدرس الباحث الأكاديمي نشأة وتطور هذه العلاقة: . نموها، وتطورها، والمراحل المختلفة، وحالات المد والجزر التي مرت بها.
والكتاب جهد علمي مائز ومبحث قيم اقتضى من مؤلفه جهداً وزمنا وسعة اطلاع.. يتألف الكتاب من اربعة اجزاء موزعة على عدة فصول.
يتناول الجزء الاول ثورة اكتوبر الاشتراكية ونضالات شعوب الشرق: خصائص السياسية الخارجية للدولة السوفيتية، اما الفصل الثاني، فمكرس للعلاقات الاقتصادية والتجارية.
ويكرس الباحث الجزء الثاني للعلاقة السوفيتية مع شمال اليمن، ويتناول قيام المتوكلية اليمنية وصلاتها الاولى بالخارج، والعلاقات الاقتصادية والتجارية بين شمال اليمن : “المتوكلية اليمنية” والاتحاد السوفيتي. والقضايا الثقافية والعلمية، ويدرس الكتاب تأييد السوفيت للنضال التحرري للشعب اليمني، والعلاقات مع جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية ، واتجاهات السياسة الخارجية لليمن الديموقراطية،
ويدرس المساعدات واثرها على تطور العلاقات والروابط الثقافية، وجمعيات الصداقة ودورها واثرها.
في تقديم الباحث للقراء، يشير الى الجهد العلمي لأكثر من عشر سنوات كرسها لبحث ودراسة تاريخ نشأة وتطور العلاقات اليمنية- السوفيتية. لما يقرب من خمسة عقود.
ويرى الدكتور “ان دراسة التاريخ البعيد القريب، واستخلاص العبر والدروس منه في هذا الجانب او ذاك فيه فائدة لاستيعاب الحاضر واستشراف المستقبل”.
ويدرس الدكتور الخلل في العلاقات الدولية بعد هيمنة القطب الواحد وتدخله في حياة الامم والشعوب في كل صغيرة وكبيرة، مشيداً بالدور الإيجابي الذي لعبه الإتحاد السوفيتي في حياه الأمم والشعوب وفي دعم حركات التحرر الوطني والنضال من اجل السيادة والاستقلال، وبخاصة في البلدان العربية،
ويؤكد على أهمية الفضح والنشر الفوري لجميع الاتفاقيات والمعاهدات السرية المبرمة بين الدول الاستعمارية وروسيا القيصرية ذات المضامين المعادية لحق الأمم والشعوب في التحرر والتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي المستقل.
يدرس الباحث تطور العلاقات اليمنية- السوفيتية عقب ثورة أكتوبر الاشتراكية عام ١٩١٧، وانتهاء الحرب العالمية الاولى ١٩١٨، وإعلان قيام الدولة اليمنية “عام ١٩١٨، وقيام علاقات إقتصادية وتجارية وفنية وتعاون ثقافي.
كما يشير الى توقيع معاهدة الصداقة والتجارة في ١ نوفمبر ١٩٢٨، وبعدها كوثيقة معاهدة الصداقة والتعاون وغيرها من الاتفاقيات والبروتوكولات الثنائية في مارس ١٩٦٤.
ويدون الباحث بتتبع دقيق موضوعي وصادق تطور العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية.
ويقينا ، فقد لعب السوفيت دورا مائزا ورائعًا وعظيمًا في بناءً الطاقات والقدرات اليمنية تجلت في تدريس المئات والألاف من طلاب المعرفة في مختلف التخصصات، بالإضافة إلى العديد من الانجازات الكبيرة: بناءً ميناء الحديدة، وطريق الحديدة – صنعاء ، وبناء مصنع الأسمنت باجل، والعديد من المدارس، وإمدادات السلاح، وتأهيل الجيش اليمني. والقيادات العسكرية الشابة.
كتاب الباحث الاكاديمي تحية وفاء لعلاقات مهمة ساعدت اليمن منذ الاستقلال في مطلع القرن الماضي، وساعدت اليمن في مواجهة الاستعمار البريطاني ، وكانت النقلة النوعية والمهمة بعد قيام الثوره اليمنية سبتمبر ١٩٦٢ و ١٤ من اكتوبر ١٩٦٣ ، فاليوم وبعد قرن من الزمان عندما ندرس قضية الاستقلال من الاحتلال التركي، وقيام الثورة الوطنية، ودعم سيادة اليمن واستقلالها وتحررها الوطني من الاستعمار البريطاني، والدعم السخي للثورة في الشمال والجنوب لا يسعنا الا التحية والاكبار للدعم الاممي والسند والعون لليمن شمالا وجنوباً، ومساعدة اليمن في بناء اقتصادها الوطني وقدراتها الوطنية ، وتأهل كوادرها في مختلف المجالات.
التحية للباحث الاكاديمي الراحل الدكتور سلطان عبد العزيز المعمري “ابو حديد” على جهده العلمي والمعرفي والذي يسد ثغره ونقصاً في المكتبة اليمنية ، فالكتاب رصد وتوثيق دقيق وامين لاهم علاقات بين اليمن والاتحاد السوفيتي، والتي تميزت بقدر من السخاء والنزاهه، ودعم ثورة اليمن وسيادتها وتحررها الوطني.