- محمود ياسين
حسنا : بدأ الآن قصف عاصمة بلد
بلد تم إسقاطه من آخر اهتمامات آخر هيئة أممية .
بدأ الآن وللمرة ال بعد الألف قصف عاصمة بلد .
البشر والبنى التحتية وأمان الأطفال وبقية حس بالتضامن الإنساني والرقابة والأعراف الدولية ،تم إسقاطها مرة واحدة لأجل مراهقين دوليين عليهما ان يتدربا جيدا ، ومقابل صفقات التسليح والرشوات الأكثر سخاء وقذارة في تاريخ الأمم .
سنة سابعة قصف ، والعالم لم يلتفت ، سنة سابعة موت وجثث احترقت بالنابالم ولا جثة يمنية واحدة استرعت ماتبقى من ضمير عالم كأنه لم يعد يرانا ، لا طفلة يمنية تشبه ولو قليلا طفلة النابالم الفيتنامية المحترقة فأوقفت الحرب .
ليحترق مواليدنا دفعة واحدة وليلفظ الكهول انفاسهم بارودا ومذلات ، ولتتهدم عاصمة بلد لا يزال عضوا في الأمم المتحدة والجامعة العربية ، عاصمة بشر معتدين بتاريخهم وتوقفوا قليلا عن جرح كبرياء الجيران بهذا الاعتداد ليقولوا : نحن مجرد بشر ولدنا البارحة ، لا نقوش لدينا ولا إرث ولا أمة هائلة ، نحن بشر نستحق ان نعيش .
كأنها صنعاء في عيني مخمور اسمه الغرب مجرد عاصمة حشرات ويجري علينا ما يجري على الحشرات الضارة .
هل نحن من السذاجة حد رجاء ضمير امبراطورية اغتالت مدينتين للتو ؟ هيروشيما وناجزاكي ، وبحساب التاريخ هي : للتو .
كيف تركن على تحرك من امبراطورية يحكمها صناع الأسلحة دفاعا عن حياتك وهم بحاجة لموتك لإبرام المزيد من الصفقات ؟
كيف تتوقع صرخة انسانية من بعض اهلك في المنافي وقد فقدوا الحد الفاصل بين التدافع والضغينة التي لا تشفى ، كيف تطلب من العالم أن يراك وقد سقطت من عيون إخوتك وأمسيت غرضا لغلمة ثأر يندفع معصوب العينين .
هذه عاصمة بلد ، وهؤلاء سكان عاصمة ، الأهداف اهل مدينة ، ورادرات المراهقين وإحداثياتهم قد وضعت كل بيت في المدينة في مجال الاستهداف بوصفه هدفا محتملا قد يخبئ في سلالمه الحجرية احتمالية صاعق مقلق لمدن المراهقين الأوباش .
فيها من فيها ، إنها صنعاء ، عاصمة جمهوريتنا ، والمكان الذي نتعرف في زواياه للحد بين أسنة القربى وغلمة الصواريخ .