- عبدالحكيم الفقيه
لا وجه تعبيري في هذا الصباح المر
في هذي المدينة
الأغنيات حزينة جدا
وشاحبة عيون الياسمينة
والوقت يعثر في الطريق إلى مداه
كأنه أعتنق النواح
ورتلت طرقي أنينه
في كل منطف تؤرقنا الغياهب
ها هنا نصب الظلام لنا كمينه
والأغنيات حزينة جدا
كقبرة على غصن تحاصرها الرصاصة والضغينة
ماذا تبقى من دموع القلب في بلد الروايات الطويلة والقصيرة والهزيمة
لم تعد راياتنا في الريح ضاحكة
ولا أيد أمينة
بلقيس
هل نبكي لكي تبكي
أيا بلقيسنا
سبأ ملبدة
ومأرب جرحنا المفتوح
والوطن الكبير مشتت كالعهن
أوجاعي مبينة
في كل شبر أسس الديجور مقصلة
وعاث بوهج تاريخ البلاد
ومد أذرعه لخنق النور في قلب العباد
ويدعي أن الزمان هو الأمان هو السكينة
الفجر في هذا المساء يئن في قلق ويبكي كالرهينة
قلبي توسع للجراح
فمرحبا
فأحس في صدري قرى تبكي
وفي صدري المدينة يا لرعبي مستكينة
والزهرة أنتفضت وثارت كي تجيء بوقتها
وتبلسم القلب الجريح
وتخلق الأمل الفسيح
العزف منفرد على أوتار قلبي
فاسمعي مني رنينه
دو
ري
فا
صول
لا
سي
كأن الجرح جدد نفسه
والحزن يصعد من قرارات مكينة
للزهر (لون الجرح)
يا هذا الزمان
كأن ومض الشعر يصرخ
لم تعد في ساحل الأوقات ساعات فطينة
حتى الحمامة طوقوها
يا حمامة زاجلي
قولي بأن المتن جرح
والحواشي أدمعي
وبأن زمجرتي رعود
والتنهد فرقعات من أسى
وبكى المساء من المساء
وصحتُ بي :
فرت لماذا؟
صحتُ بي:
فرت لماذا؟
صحتُ بي :
أين التي…….
أنا لم أرد على سؤالي
لن أرد على سؤالي
لن أجيب
هو الحنين نسى حنينه
ما عاد في الآفاق إلا اللف والدوران
كم هجم الرواغ على الكلام
على السكوت
على اليقين
على الخيال
على الدروب
على القلوب
على النجوم
على التخوم
وكل شيء لم يعد إلا النقيض
كأن ذاكرة الخرافة عقلنا الجمعي
يا حزني المكثف كالعذاب
هي الحياة بلا حياة
كأن جمجمتي تحولها المخافة كالطحينة
وجع هو الفرح المؤمل
كم مرارا قلت: (بكرة تنجلي)
والوقت مثل البحر لجي المخاوف
والنشيد هو النشيج
أريج سوسنة الدقائق من دخان خانق
والفاء ينقصها الوفاء
فتهت في حب التي قلبي بكفيها تشكله عجينة
صحراء عمر الحب قاحلة
فلا شجر
ولا ظل ولينة
وتكثف الليل المرابط في الصباح
كأن كوكبنا يغير دربه ويعود القهقرى
وكأن آدم سوف يرجع كي يكرر غلطة العمر المكرر
هل تبقى غير ضوء الجرح في الأرض اللعينة؟
تمشي الحياة كما تريد
وما نريد له التأرشف في دواليب المنى
وله الأنين اليستمر
ولي كما للناس أحلام
ولكن الحياة هي السجينة
وقرعت شباك الهواجس
لم يكن في الوقت غير الوقت
غادرني المكان لأحتفي بي
كنت ُ منذهلا لماذا العام يحضر في دزينة
أعطيت وقتي بعض وقتي
وانصرفت إلى مكاني
آه يا شجني
المسافر بي على موج التأوه كالسفينة
ما بين مفترق البكاء
وقفتُ
لا جهة تؤدي للذي تنوي الرؤى
سأحيك منديلا من الصمت المزركش
ثم أغرق في التأمل والبكاء مع البكاء على انكسار الحلم في مرآته البيضاء كالكفن
الحزين
وسوف أدخلني لأخرج من عيوني دمعة تهمي على قيثارة الوله الغيور
كأن رقص النحل لا يدري طنينه
- 2006