فجع الوسط الثقافي والأدبي في اليمن بوفاة الكاتب والناقد اليمني محمد ناجي أحمد، يوم أمس، متأثرا بتعرضه لحادث مروري بدراجة نهاية الشهر الماضي في مدينة تعز الحوبان.
وكان محمد قد عاد مؤخراً إلى منزله الذي دمرته الحرب في منطقة الحوبان، بعد سنوات من نزوحه في العاصمة صنعاء، غير انه تعرض لحادث مروري غامض، من دراجة نارية بالقرب من إحدى النقاط العسكرية، صدمه ولاذ بالفرار، كتب بعدها محمد في صفحته حينها أنه تعرض لحادث مروري وأنه حالته الصحية متأثرة جراء الصدمة، وأنه لا يستطيع حمل الاشياء، ولا يستطيع تجميع الأصوات، مشيرا إلى أنه بعد المحوري وتخطيط القلب اتضح أن كرات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية كانت في تناقص مستمر، ليدخل بعدها مستشفى الرفاعي ويرقد في العناية المركزة بحالة غيبوبة حتى وفاته يوم أمس، في ظل تجاهل تام من قبل حكومتي صنعاء وعدن، للمناشدات المطالبة بالنظر إلى حالة محمد ناجي أحمد وسرعة إنقاذ حياته بمنحة علاجية عاجلة .
ويعد الفقيد محمد ناجي أحمد أديباً ناقداً ومفكراً يمنياً، رفد المكتبة اليمنية بالعديد من الكتب في المجال السياسي والإجتماعي والأدبي، منها : شخصنة الصراع في اليمن، شبق العبودية، التصورات الوحدوية في الجنوب والرؤى المضادة بالشمال، مكاشفات ومقاربات، مطالعات، جمال الدين الأفغاني.. سياسي وخطيب وكاتب صانع للتحولات، وتأملات، الذاكرة في مواجهة النسيان، جدل الواقع وصدى الأمكنة، مقالات نقدية في السياسة والحكاية، مدارات نقدية وتحولات في السرد، العروبة تحديات الوجود والحدود، وغيرها .
كما نشرت له المئات من الكتابات والبحوث في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية والتاريخية.
وبرحيله الفاجع والمفزع اليوم تخسر اليمن أديباً وناقداً ومفكراً فذاً سخر قلمه لخدمة الثقافة والفكر والأدب، كما نفقد نحن في موقع بيس هورايزونس، كاتباً ملهماً مفعماً بالعطاء وضمير يقظ، ظل يتصدر الواجهة الرئيسية للموقع بكتاباته النقدية والفكرية طوال الثلاثة الأعوام الماضية، ولا يسعنا هنا إلا أن نتقدم بخالص العزاء لليمن أرضا وأنسانا ولأهل الفقيد وذويه وكل أصدقاءه وزملاءه، سائلين المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان وانا لله وانا إليه راجعون.