- كتب: محمد اللوزي
غزارة في رؤيا التشكيل، تمنح اللوحة وهجا خاصا، وتخلق مناخات إبداعية بدقة وروعة وتجدد يواكب الفن العالمي، تشعر أنك أمام احترافية عالية وتمكن في استنطاق الإنسان والطبيعة والتاريخ كهوية حضارية.
الدكتورة( آمنة النصيري) تضيء مساحة حياة وتشتغل على نسق إبداعي متميز، كأن ريشتها نبض عالم وفعل إخصاب وجودي ونضال، لوحاتها المتعددة المعاني والدلالات بوصلة لما نريد ونحلم به ونشعر بنبضه فينا، كأنها بذات القدرة الإبداعية والعمق الرؤيوي تفتح نوافذ على عوالم أخرى، لتقر في بعدها الفني في الفرادة التي قل نظيرها.. لاشك ان الخبرة والعمق المعرفي، قد أكسبها حضورا يرتقي بها إلى مصاف العالمية.. في لوحاتها فوارق أو فواصل بين كل مجموعة واخرى، إنها انتقال واعي فنيا وإبداعيا، كما أنها تشكل قفزة في كل مجموعة لنرى تجددا وحيوية ومفارقات مدهشة ومتناغمة في ذات الوقت بأسلوب الفنانة( آمنة) التي يلمع أسمها بقوة في المشهد الفني اليمني والعربي والإنساني، يعيد العالم انتباهه ويصغي إليه ويحاوره ويموسق معناه.
أسلوب الفنانة القديرة آمنة متميز ومتفرد ومتعدد الحضور. في لوحاتها نقرأ في البعض منها حوارا يفضي الى تناغم وأمان وسلام وحب وإلى مايجعل القلب يستكين ويستكنه الأجمل في العمق الدلالي، كأننا في هذا الحوار نرتقي بنا إلى مستوى الإصغاء وإرهاف النظر إلى ماهو نقي في المشاعر وإنساني بامتياز، واندغام بين الإنسان والحيوان والطبيعة والتاريخ، وتكوينات الروح وعمق الانتماء الحضاري، والحاجة إلى الطمأنينة والاستقرار والسلم.
الدكتورة (آمنة النصيري) في لوحاتها المتجددة، تبعث الحياة من جديد تتناول مانسعى إليه ونريده، العالم في هدوء وحوار وجداني يشكل ملامح اضافية لأبعاد إنسانية لايستقيم العالم إلا بها.. ثمة رؤيا تأتي إليها وتتداخل معها وتشكلها من ذات البعد القيمي الخلاق ضمن إمتزاج اللون بالروح بالرؤية البصرية بالآخر، أيا كان هذا الآخر إنسان أو حيوان أو طير أو تاريخ متأصل في البعد الزمكاني بما فيها الطبيعة نماء وازدهار وحياة متجددة وعطاء، لوحاتها التشكيلية وفرادة أسلوبها جغرافيا متداخلة، كأنها شريط سينمائي، كل لوحة تفضي إلى أخرى وتستنطق ماقبلها ضمن ذات المجموعة، مع مفارقات بديعة، تجعل من الفن رؤيا نافذة إلى أعماقنا إلى مانريده ونحتاجه، لوحاتها يستقر البعض منها على الطبيعة إخصاب وتجدد والبعض الآخر إضفاء مشاعر وألفة وحنو المرضعات على الفطيم، كما في العلاقة بين المرأة أمومة وحب وإنسانية وبين الحيوان أو الطير وماينبىء به والتاريخ ببعده الحضاري.
هكذا تمدنا الرؤية البصرية إلى ماهو أبعد منا، هي احتجاج على عالم افتقد معنى السلام والحب. كأنها تستنطق الواقع وتضفي إليه أبعادا وتمنحه دلالات ورؤية أكثر نضجا ووعيا ومعرفة، لأنها نبتت من ريشة فنانة قديرة تميزت على الدوام بحضورها على العالم، العالم بماتحويه هذه المفردة من دلالة تميز وحضور كبير أستطاعت آمنة النصيري أن تشق غماره بتحد واقتدار إبداعي، لتحضر كما يجب فنيا وبفضاءات اللون ومساحات التشكيل.
هي بهذا تنظم العلاقة، تعيد ترتيب الطبيعة والإنسان والمشاعر، تشكل نموذجا متميزا وأسلوبا خاصا بها وهو يفضي إلى الروعة في أسمى تجلياتها.