تحسنت أسعار صرف الريال اليمني، صباح يومنا هذا ، عقب ساعات فقط من صدور قرار بإعادة تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي، شمل تعيين محافظ ونائب محافظ جديدين للبنك، إلا أنه سرعان ما تراجع سعره مساءا، وهو ما يؤكد أن هناك لوبي مصرفي يتلاعب بأسعار الصرف بعيدا عن سياسات البنك المركزي اليمني، حيث ارتفع سعر الريال اليمني إلى 1257 ريالا مقابل الدولار للشراء و 1300 ريال للبيع مقارنة مع نحو 1685 ريالا للدولار الواحد في تداولات سوق الصرف صباح أمس، بعد أن كان قد بلغ 1700 في مطلع الشهر الماضي، في أسوأ انهيار لقيمته في تاريخ البلاد.
ويأتي القرار بإعادة تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي، في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في عدة مدن جنوبية، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع أسعار السلع الغذائية بفعل استمرار تهاوي قيمة الريال اليمني.
وأشاد متابعون بإعادة تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي، إلا أن الكثير قلل من أهميته هناك، حيث لايكفي فقط أن تتغير إدارة البنك المركزي، بل يجب أن يشمل التغيير أركان المنظومة الاقتصادية ، من موانئ وغاز وبنزين وجمارك وضرائب ورواتب وقبل ذلك الوديعة المنتظرة .
هذا وشهدت محافظة تعز كبرى المحافظات اليمنية.. مظاهرة حاشدة تنديدا بتقاعس الحكومة والتحالف وعدم التدخل لوقف الانهيار الاقتصادي وانهيار العملة وتردي الأوضاع المعيشية والخدمات.
وتظاهر العشرات، في محافظتي عدن وحضرموت، ونفذ القطاع التجاري في عدة مدن جنوبية ، إضرابا جزئيا احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وانهيار العملة المحلية.
كما أغلقت كليات جامعة عدن أبوابها أمام الطلاب بسبب بدء إضراب أساتذة الجامعة عن العمل بدءا من يوم الأحد استجابة لدعوة مجلس نقابة هيئة التدريس، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر العملة.. إضافة إلى جامعتي تعز وأبين.
يذكر أن كل التقارير الأممية تحذر من خطورة الوضع الاقتصادي ومآلات استمرار انخفاض قيمة الريال اليمني وارتفاع الأسعار في تفاقم حالة الجوع في اليمن، البلد الذي يواجه فيه نحو 16.2 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، وهي تعد جرس انذار أخير إلى كل من يهمه أمر اليمن، لوقفة جادة ومسؤولة، أمام خطر المجاعة المحدق الأشد فتكاً من رصاص ونيران الحرب.