أقامت لجنة دعم الصحفيين بجنيف عبر مكتبها في اليمن ورشة عمل بعنوان “ضوابط الحريات الصحفية في مناطق النزاعات وأثناء الحروب بين الدول”.
وقال ممثل اللجنة في اليمن يحيى الشرفي إن الورشة استهدفت مسؤولي السياسات التحريرية لدى المؤسسات الإعلامية والصحفية في العاصمة صنعاء، مشيراً إن أهمية إقامة الورشة تكمن في أنها تهدف لرفع مستوى الوعي لدى الصحفيين في اليمن أثناء أنشطتهم الصحفية المتعلقة بمناقشة وإثارة قضايا الشأن الداخلي والتي قد تتعارض مع الحريات الصحفية وحقوق النشر.
وقال الشرفي في تصريح خاص، إن العمل الأساسي للجنة دعم الصحفيين بسويسرا (JSC) ومن خلال مكتبها في اليمن يقوم على الدفاع عن حرية التعبير والدفاع عن العاملين بمجال الإعلام خصوصاً الصحفيين الذي يمثلون عيون وآذان المجتمعات والشعوب في بلدانهم، وفي اليمن فإن جزءاً من العاملين بمجال الصحافة قد يغفلون في بعض الأحيان وبنسب متفاوتة قواعد وأساسيات ومبادئ العمل الصحفي المتوائمة والمتوافقة مع الضوابط والتشريعات الإعلامية المعمول بها في اليمن، وهنا يأتي دور اللجنة في توعيتهم.
وأكد ممثل لجنة دعم الصحفيين باليمن إن استحضار هذه الضوابط والتشريعات تزداد أهميته في هذه الفترة نظراً لما تعيشه اليمن من حالة حرب مع عدو خارجي وهو ما يستوجب من اللجنة قيامها بتوعية وتثقيف الصحفيين – وخصوصاً مسؤولي السياسات الإعلامية والتحريرية بالمؤسسات الصحفية – بخصوصه ومدهم بقواعد ومعلومات ومبادئ تجعلهم يتجنبون في تغطياتهم الإعلامية وأنشطتهم الصحفية بشكل عام الوقوع في أي عوائق وإشكاليات قانونية بسبب تعارض مبادئ وحقوق حرية الصحافة والإعلام مع الضوابط والمعايير التي لها الأولوية اليوم للعمل بها واستشعارها لدى الصحفيين والتي يرتفع معدل العمل بها قبل غيرها في المرحلة الحالية نظراً لأن البلد يعيش حالة حرب ويواجه عدواً خارجياً، فمعايير العمل الصحفي وضوابط الحريات في حالة السلم تختلف عنها في حالة الحرب خصوصاً أثناء الحروب بين الدول أو تعرض بلد لعدوان من بلد آخر كما الحال في اليمن.
من جهته ألقى رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة الأستاذ عبدالرحمن الأهنومي كلمة أثنى فيها على تسليط لجنة دعم الصحفيين الضوء على نقطة تقديم الدعم والمساندة للمجتمع الصحفي ككل بما في ذلك تأمين عملهم وحمايتهم من أي انتهاكات قد يتعرضون لها بسبب أنشطتهم الصحفية، لافتاً إن واجب اللجنة يتحتم أيضاً على توعية الصحفي بما قد يوقعه في طائلة المساءلة القانونية لتجنب وقوعهم في أي مشاكل أو صعوبات تحد من وظيفتهم.
وأشار الأهنومي في كلمته التي ألقاها في الفعالية إلى أهمية استحضار الصحفيين ومسؤولي السياسات التحريرية بالمؤسسات الصحفية والإعلامية، المعايير والضوابط التي يجب مراعاتها أثناء العمل الصحفي في حالة تعرض بلد ما لعدوان خارجي وهو معرفة ما يجب وما لا يجب نشره أو الحديث عنه ومعرفة ما إذا كانت هذه القضية أو تلك التي يسعى الصحفي للنشر عنها قد تخدم الصالح العام أم تخدم العدو، كما استعرض بعض الأمثلة في الواقع العملي على تجارب سابقة في هذا الشأن.
وفي الورشة قدم الكاتب والمحلل السياسي رشيد الحداد شرحاً تفصيلياً استعرض فيه أبرز معايير العمل الصحفي أثناء الحروب، كما استعرض الفرق بين ضوابط الحريات الصحفية في حالة السلم وضوابط ومعايير العمل الإعلامي في حالة تعرض البلد لعدوان خارجي أو حرب داخلية، بالإضافة إلى تقديم قائمة بالإجراءات التي يجب على الصحفيين اتباعها في حال تعرضهم لأي مشاكل أو صعوبات أو انتهاكات بسبب ممارستهم لمهامهم الصحفية.