- كتب: محمد ناجي أحمد
“نكابر” كلمات زين العابدين الضبيبي وألحان سليم الوادعي وأداء الطفلين كريم ومحمد.
توظيف الطفولة والمهمش لتصل الكلمات الملغمة بـ”خدعة التصالح” وتمكث في وجدان شعب تم تهميشه طيلة سنوات الحرب، بعديد ضربات في رأسه ،ترويض لشعب بسياسة تحويله إلى غنم.
إنها سياسة برمجة شعب والتلاعب به ضمن سياسة “التغنيم” أو “التكسيب” نسبة للكَسَب الأكثر استجابة في قطيع الحيوانات الإنسانية!
أغنية نكابر كلمات الضبيبي وألحان سليم الوادعي عزفت على وتر الألم لتقول بأن الحرب “مكابرة” ولا ندري من “المصيب ومن المخطئ”.
هذا خطاب إخوان قطر .
يتطابق مع تصريحات وشوق “توكل كرمان” الدائم والمكرر والسمج لمن وصفتهم بـ”فتية الكهف” وإعلانها استعدادها للعودة إلى صنعاء، ومطالبتها بتواصل واتفاق الحوثيين مع الإصلاح، ويتفق مع الحوار والتصريحات المتلفزة الأخيرة “لأمين العكيمي” ، وتتفق مع استجابة “محمودياسين” وكتابته عديد مقالات في هذا المنحى، لكن الأخطر هي الأغنية وكلماتها وإيقاعها، وملططة المواقف وترويض اللغة عند محمود ياسين، وتلاعبه بقرائه…
لنسمع كلمات الضبيبي بتمعن، للننسى الاداء الذي يتسسلل إلى أعماق كينونتنا وسنجد أن اللحن الخليجي ينسجم مع الكلمات والدلالات السياسية المراد الوصول لها.
سألني صديق عزيز يوم أن قرأ لي مقالي عن “خدعة المصالحة” الوطنية: وهل هناك توجه للمصالحة رغم ضجيج الحرب ومدرعاتها الهادرة؟
نحتاج أن نبتعد عن المؤثرات الرغبوية التي تنال منا وتستكمل استعبادنا لنبتعد عن ضجيج المدرعات وما المراد من تحريكها، عن مؤثرات الصوت والصورة وغبارها الذي يمنعنا من الرؤية…
هذه حرب تحريك تتجه لغاية الاستلاب الكامل للوجدان وتنضيد جزر العبيد الطائفية لا حرب تحرير…
إنهم يبتاعون ويشترون بالتراب والدماء ويستثمرون آلام الجراح ونزيف القتلى وجوع المعوزين وفقا لرياح من يمولونهم…
جاؤا بمهمشين مسحوقين وأعدوا الذائقة قبل أشهر لتستجيب مع الغاية من توظيفهم كي يصل صوتهما كوننا جميها هامش من هوامش المستضعفين والمعذبين…
تسويق الأغنية كان توجيها معنويا في إعلام ومواقع جميع المحتربين، وهذه دلالة تتكامل مع الكلمات إيقاعها، واللحن والأداء الذي يجعلك تتجاوب وتساق للدلالات المرتبة وأنت مغمض العقل لا البصر فحسب.
فل نرجع البصر كرتين…